موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الأحوال التي تحل فيها الصدقة لبني هاشم
الأحوال التي تحل فيها الصدقة لبني هاشم
عدد المشاهدات
()
ثم في هذه الأزمنة يكثر الذين تمسهم الحاجة، وهم مع ذلك هاشميون، أو حسينيون فيرفعون لنا أسئلة، يقولون: هل نأخذ من الزكاة؟ نحن الآن غارمون، نحن فقراء، من أين نأخذ؟ من أين نأكل؟ من أين نوفي ديوننا؟ هل نبقى جياعا فقراء على هذه الحال؟ عجزنا عن التكسب، عجزنا عن العمل، فيفتيهم العلماء أنها تحل لهم للحاجة، وللضرورة، إذا اشتدت حاجتهم، ولم يكن هناك بد من أن يأخذوا الصدقة، فإنها تحل لهم، ودليلهم في بعض الروايات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إن لكم في خمس الخمس ما يغنيكم عن الصدقة رسم> كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطيهم من خمس الخمس، الغنيمة والفيء، يجتبي منها خمس الخمس، ويجعله لهم، ويسمى: سهم ذوي القربى، لأن الله قسم خمس الغنيمة خمسة: رسم> فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ قرآن> رسم> هذا سهم، رسم> وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ قرآن> رسم> .
فيقول: هذا السهم الذي لذوي القربى هو نصيبكم يا بني هاشم، ولكنه كان في ذلك الوقت يشرك معهم بني المطلب، تقدم في حديث جبير بن مطعم اسم> أنه هو وعثمان بن عفان اسم> طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعطيهم من خمس الخمس كما أعطى بني المطلب، وقال: نحن وبنو المطلب بمنزلة واحدة من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن بني عبد شمس بن عبد مناف، وبني نوفل بن عبد مناف، وبني المطلب بن عبد مناف، وبني هاشم بن عبد مناف في منزلة سواء، ولكنه ذكر أنه أعطى بني المطلب لا بالقرابة، ولكن بالنصرة؛ فلذلك اختلف العلماء، هل يعطى بنو المطلب من الزكاة، أم لا يعطون بنو المطلب؟ فالراجح أنهم يعطون من الزكاة كما يعطى بنو أمية، وكما يعطى بنو نوفل، وذلك لأن إعطاءهم من خمس الخمس إنما هو لأجل نصرتهم، لا لأجل قرابتهم، فالقرابة تختص ببني هاشم، فأما بنو المطلب، وكذلك بنو أمية الذين هم: بنو أمية بن عبد شمس، وكذلك بنو نوفل، فإنهم وإن كانوا إخوة لهاشم اسم> لكن ليس لهم من القرابة ما لهاشم، فيعطون من الزكاة، ولا يعطون من خمس الخمس.
فالحاصل أن مشائخ هذه الأزمنة قالوا: إذا تفرغ بنو هاشم، ولم يحصل لهم شيء من خمس الخمس -الذي هو سهم ذوي القربى- فإنهم يعطون من الزكاة ما يسد خلتهم، وحاجتهم، كانوا يطالبون الحكومة أن تعطيهم من خمس الخمس، أن تعطيهم من سهم ذوي القربى.
قد اختلف العلماء في سهم ذوي القربى، فبعض العلماء يقول: إنه يختص بقرابة الملك، من كل من كان واليا وملكا من ملوك المسلمين فإنه يعطي خمس الخمس لأقاربه، سهم لله ولرسوله يصرف لمصالح المسلمين، مما يجبى إلى بيت المال، ومن الأموال التي ..زكوية، وما أشبهها، وسهم لذوي القربى من الفيء ومن الغنائم ونحو ذلك، فيقولون: إنه لأقارب الرئيس والملك وذلك لاختصاصهم به؛ ولهذا لما استولى عثمان اسم> صرفه لأقاربه من بني أمية، ومن بني عبد شمس، مع أنهم ليسوا من بني هاشم، ولو كان عمر اسم> -رضي الله عنه- وأبو بكر اسم> تنزه كل منهما، ولم يعطيا أقاربهما شيئا يخصهما، فعمل عثمان اسم> دليل على أن خمس الخمس يكون لأقارب الوالي، فعلى هذا لا يكون لبني هاشم إذا لم يكن منهم والٍ شيء من خمس الخمس، فيتعطلون، فيصرف لهم من الزكاة ما يكمل حاجتهم.
فالحاصل أنهم إن أعطوا من بيت المال ما يسد خلتهم بصفتهم من ذوي القربى اكتفوا بذلك عن الزكاة، وإن أعطوا من سهم ذوي القربى اكتفوا به عن الزكاة، وإذا لم يحصل لهم شيء من هذا أو من هذا، وصرف سهم ذوي القربى لأقارب الملك أو الوالي، فإنهم يعطون من الزكاة ما يسد حاجتهم.
مسألة>
-3-