موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
باب الإذن بالجنازة
باب الإذن بالجنازة
عدد المشاهدات
()
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام البخاري اسم> –رحمه الله تعالى- باب: الإذن بالجنازة.
وقال أبو رافع اسم> عن أبي هريرة اسم> –رضي الله عنه– قال: قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم: رسم>
ألا كنتم آذنتموني متن_ح> رسم> .
حدثنا محمد اسم> أخبرنا أبو معاوية اسم> عن أبي إسحاق الشيباني اسم> عن الشعبي اسم> عن ابن عباس اسم> –رضي الله عنهما– قال: رسم>
مات إنسان كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوده، فمات بالليل، فدفنوه ليلا، فلما أصبح أخبروه، فقال: ما منعكم أن تعلموني، قالوا: كان الليل فكرهنا، وكانت ظلمة، وكرهنا أن نشق عليك، فأتي قبره فصلى عليه متن_ح> رسم>.
يدل على الصلاة على القبور ، ففي القصة الأولى قصة امرأة كانت تقم المسجد وتنظفه، فقدها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأنها قد ماتت، فقال: رسم>
هلا آذنتموني، دلوني على قبرها متن_ح> رسم> فدلوه على قبرها، فصلى عليها، وفي رواية أنه قال: رسم>
إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينورها بصلاتي عليهم متن_ح> رسم> .
فأفاد بأنهم كانوا يدفنون بالليل، ولكن يكره الدفن في الليل، سيما إذا كان في ذلك تفويت للصلاة على هذا الميت، فالأولى أن يؤخر؛ حتى يشعر به الناس سيما أهل الصلاح وأهل الخير يشاركون في الصلاة عليه.
وفي الحديث الثاني: رجلا كان مريضا النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، وكأنه من الصالحين، النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب عيادة المرضى، ويحث عليها، ويرغب فيها؛ وذلك لأن المريض يعتبر حبيسا، حبسه المرض، فلإخوته حق أن يعودوه، وأن يفسحوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد من القدر شيئا، وأن يحثوه على الصبر، وأن يحثوه على الوصية.
ثم في هذا أنه لما توفي دفنوه ليلا، اعتذروا لما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مات ليلا، وكرهوا تأخيره، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يكره تأخير الجنائز، الجنازة إذا حضرت لا يجوز تأخيرها، بل يبادر بدفنها، فلما أخبروه كأنهم اعتذروا، قالوا: إنه مات ليلا، وكرهنا أن نشق عليك، نوقظك في الليل لما في ذلك من الصعوبة، يمكن أنهم دفنوه في نصف الليل، أو في الثلث الأول منه، والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينام أول الليل، ويقوم آخره، غالبا أنه إذا كان النصف الأخير، أو الثلث الأخير يستيقظ، ويتهجد، فكرهوا أن يوقظوه وهو نائم، أي: في أول النوم، ودفنوا ذلك الميت في الليل، ولكنه صلى الله عليه وسلم لامهم على ذلك.
فدل على أنه يستحب إعلام أهل الخير وأهل الدين والصلاح بالميت؛ حتى يشاركوا في الصلاة عليه؛ ليحصل لهم أجر، يحصل له أجر بالصلاة على الميت، فإن من صلى عليها فله قيراط من الأجر، ويحصل أيضا للمتوفى أجر دعوة أولئك الصالحين، نعم.
أسئـلة س: فضيلة الشيخ، .. الصلاة على القبر؟ سؤال> الصلاة على القبر وردت في هذين الحديثين، ذهب بعض العلماء إلى أنه يصلى على القبر إلى شهر، واستدلوا بقصة أم سعد بن عبادة اسم> أنه صلى عليها بعد شهر، ولكن ليس في الحديث دليل على الحصر، ولا على تحديد الوقت، فالصحيح أنه إذا لم يكن صلى عليه في قبل الدفن يصلي على قبره، ولو بعد شهر، أو شهرين، أو سنة، أو سنوات؛ لأن الصلاة دعاء، والنبي عليه الصلاة والسلام قد صلى عليهم لأجل الدعاء، وأخبر بفائدة الصلاة عليهم.
س: .. في وقت نهي؟ سؤال> ذكروا ورد في حديث عقبة اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عقبة اسم> رسم>
ثلاث ساعات كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، وأن ندفن فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع رمحا، وحين يقوم قائم الظهيرة، وحين تتضيف للغروب. متن_ح> رسم> هذه الأوقات لا يدفن فيها، لا يدفن فيها الميت، يعني: حالة إشراق الشمس إلى أن ترتفع قيد رمح، يعني: قدر عشر دقائق، وحالة ما تتضيف، أي: لا يبقى على غروبها إلا نحو عشر دقائق، وإذا وقفت قبل أن تزول، قبل أن يؤذن الظهر بنحو عشر دقائق، هذا بالنسبة إلى الدفن.
وأما الصلاة على القبر فجائزة، ولو في هذه الحالات؛ وذلك لأن الصلاة التي نهي عنها هي الصلاة التي فيها ركوع وسجود، التي نهي عنها في أوقات النهي، نعم.
مسألة>
-23-