المكتبة النصية
العقيدة
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ قرآن>
رسم> وقوله: رسم>
وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ قرآن>
رسم> وعن ابن عباس اسم> -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الكبائر فقال: رسم> الشرك بالله ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله رسم> وعن ابن مسعود اسم> -رضي الله عنه- قال: رسم> أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله رسم> رواه عبد الرزاق اسم> والله أعلم.
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا قرآن>
رسم> رغبًا ورهبًا. الرَّغَب هو: الرجاء، والرَّهَب هو: الخوف، ومثل قوله -تعالى- رسم>
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ قرآن>
رسم> فجمع بينهما، يرجون رحمة الله، ويخافون عذابه؛ وذلك لأن الله -تعالى- إذا ذكر أسباب الخوف ذكر بعدها أسباب الرجاء؛ حتى لا يعتمد واحد على إحداهما، ومثال ذلك ذكر آيات الثواب بعد آيات العقاب. يحدث هذا كثيرًا كقوله -تعالى- رسم>
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ قرآن>
رسم> ذكر أنه واسع المغفرة، وأنه شديد العقاب؛ حتى يخاف ويرجو، ومثل قول الله -تعالى- رسم>
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ قرآن>
رسم> فجمع بينهما في الآيتين، ومثل قوله: رسم>
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ قرآن>
رسم> في آيتين متواليتين، وقد يكون في آية كقوله -تعالى- رسم>
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ قرآن>
رسم> هكذا ذكر العقاب بعد الثواب؛ لئلا يتعلق رجل أو إنسان بأحدهما دون الآخر؛ بل عليه أن يجمع بينهما.