المكتبة النصية
تسجيلات - خطب
خطبة الجمعة العطيف
فلذلك نقول: إن علينا أن نشكر الله تعالى؛ حيث يسر لنا السبل، وحيث هيأ لنا الأسباب؛ حتى لم يبق ما يعوق الحاج أو المعتمر عن أداء مناسكه، نعرف عباد الله أن هذه المناسك، وتلك المشاعر المفضلة أنها عبادات لرب العالمين، يتقرب العباد فيها إلى ربهم بما يكون سببا ووسيلة لمغفرة الذنوب، ولرفع الدرجات، ولتكفير الخطايا، ولمحو السيئات؛ فيتقربون إلى ربهم بالإحرام الذي يتخلون فيه عن عاداتهم ومشتهياتهم؛ فيلبسون ثيابا أشبه بثياب الموتى: إزار ورداء، يكشفون رءوسهم؛ ليكونوا حاسريها لا شك أن ذلك يذكرهم الجنة والقبور؛ حيث إنهم خلعوا ما كانوا يرتدوه من الأكسية والألبسة، وتحلوا بهذه الحلية، ولبسوا هذا اللباس الخاص؛ ليتذكروا أولا: أنهم راحلون من الدنيا، وأنهم يرحلون، ويكفنون في مثل هذا اللباس الخاص في ثوبين أو نحوها، لا شك أن هذه موعظة كبيرة.
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى متن_ح>
رسم> ؛ فيتقون الله، ويحذرون من ترك التقوى ومن ترك الطاعة، ويعلمون أنهم يتفاوتون بالتقوى عند الله؛ ولأجل ذلك ذكرهم الله بالزاد الحقيقي في قوله تعالى: رسم>
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> هذه تقوى الله تعالى التي تكون بالقلوب؛ يكون ذلك من أسباب رفعتهم، ومن أسباب إقبالهم.
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ قرآن>
رسم> ويتسابقون على الخيرات يحققون أيضا قول الله تعالى: رسم>
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ قرآن>
رسم> .
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ قرآن>
رسم> وعلى أن أمره الله فنادى: أيها الناس، إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا، فأسمع الله هذا النداء من كان في الأصلاب، ومن كان في الأرحام سماع قبول؛ فلذلك تراهم يأتون من كل فج عميق، من كل حدب ينسلون، مجيبين نداء الله يقولون: لبيك لبيك أي نحن مجيبون لندائك إجابة بعد إجابة، ملازمين لطاعتك، يكررون التلبية بكل حالاتهم وعند تغير تنقلاتهم، وكأنهم يقولون: نحن مقيمون على طاعتك إقامة بعد إقامة.
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قرآن>
رسم> .
وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا قرآن>
رسم> يشعرون ويستحضرون بأنهم عبيد لله تعالى، وأن الله تعالى هو مالكهم، والعابد لا يتكبر على معبوده ولا يتجبر؛ بل يتذلل لله ربه الذي هو مالك رزقه، والذي هو المتصرف فيه وحده، لا شك أن ذلك كله دليل كمال الربوبية، دليل قبول الأعمال؛ فإن الله تعالى يقول: رسم> أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي رسم> ؛ يعني المتواضعين.
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ قرآن>
رسم> رسم>
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ قرآن>
رسم> أخبر سبحانه وتعالى بأن من فرض فيهن الحج يتجنب الرفث والفسوق والجدال؛ رسم>
فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ قرآن>
رسم> ؛ أي لا جدال في الحج: رسم>
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ قرآن>
رسم> ؛ أي ما تقدمون من الخير فإن الله تعالى يوفيكم إياه، ويزيدكم من فضله: رسم>
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> .
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ قرآن>
رسم> .