موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الزيارة الشرعية للقبور
الزيارة الشرعية للقبور
عدد المشاهدات
()
ذكر بعد ذلك زيارة القبور:
ثـم الزيـارة علـى أقسـام | ثلاثـة يـا أمــة الإسـلام |
فإنمـا الزائـر فيما أضـمره | فـي نفسـه تذكـرة بالآخرة |
ثـم دعـا لـه وللأمــوات | بـالعفو والصفـح عن الزلات |
ولـم يكن شد الرحـال نحوها | ولم يقل هجـرا كقـول السفها |
فتلـك سـنة أتـت صريحـة | في السـنن المثبـتة الصحيحة |
هذه الزيارة الشرعية:
أولًا: أن يكون الزائر يقصد تذكر الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم>
كنت نهيتكم عن زيارة القبور؛ فزوروها فإنها تذكر الآخرة متن_ح> رسم> - أي - تذكركم بالآخرة، هذه زيارة شرعية، لم يكن يقصد إلا أن يتذكر الموت، ويتذكر ما بعد الموت، كذلك إذا قصد الدعاء للأموات، الدعاء له، والدعاء للأموات؛ وذلك لأن الأموات بحاجة إلى ....
من آثار دعائه خير كثير؛ ولذلك علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الدعاء للأموات؛ أن يقول الداعي إذا أتى إلى المقابر: رسم>
السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، أنتم لنا سلف ونحن بالأثر، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، وأغفر لنا ولهم متن_ح> رسم> ففي هذا دعاء لهم، فإن السلام دعاء، وهم بحاجة إلى من يدعو لهم. وكذلك قوله: رسم>
يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين متن_ح> رسم> دعا لهم بالرحمة؛ وكان -عليه السلام- يقول: رسم>
اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد اسم> متن_ح> رسم> – يعني - البقيع اسم> الذي دفن فيه الصحابة ومن بعدهم، اللهم اغفر لهم، ويقول في هذا الدعاء أيضا: رسم>
اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم متن_ح> رسم> ففي هذا دعاء لهم بالعفو، وبالصفح عن الزلات، وبالمغفرة، وبالرحمة. فيأتي إليهم أجر كبير كثير وهم بحاجة إلى الدعاء لهم.
هذا مقصد، تذكر الآخرة، والدعاء للأموات،ثم لا يكون هناك شد رحل؛ بل يدعو لهم، أو يزورهم من طرف البلد؛ وذلك لأن أهل كل قرية فيها مقبرة.
لكـل أنـاس مقبـر بفنائهم | فهم ينقصون والقبـور تزيد |
فهذه المقبرة يأتي إليها قريبا ويسلم على أهلها، ويدعو لهم، ويترحم عليهم، ويتذكر الآخرة، فأما شد الرحال؛ فلا يجوز - يعني - لا يجوز أن يرحل إلى قبر بعيد لأجل أن يدعو له أو يتذكر الآخرة؛ بل يدعو لهم ولو كان في أية مكان، يدعو دعوة للمسلمين، ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم>
لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام اسم> ومسجدي هذا و المسجد الأقصى اسم> متن_ح> رسم> - أي - لا يجوز أن تعمل المطي لأجل زيارة القبور؛ وسبب النهي: أنه ربما إذا زارها اعتقد أن لها أهمية، وأن لهذا القبر الذي أتينا إليه من بعيد مكانة، وقد يعتقد ذلك أيضا الجهلة؛ فيرحلون إليها من مكان بعيد، ثم يؤدي ذلك إلى عبادتها أو إلى الغلو فيها.
ثم من شرط ذلك ألا يقول هُجْرَا - أي - ورد في الحديث رسم>
زوروا القبور ولا تقولوا هجرا متن_ح> رسم> ( والهجر ): إما أنه الكلام السيئ، وإما أنه الندب، وما أشبه ذلك، كما إذا تذكر ميته؛ فأخذ ينوح، ويصيح ويدعو بالويل والثبور ويقول: وا أخواه، وا ولداه. وما أشبه ذلك؛ فهذا قول السفهاء.
فهذه سنة صريحة واردة في السنن المثبتة الصحيحة بهذه الشروط:
أولًا: تذكر الآخرة.
ثانياً: الدعاء للأموات.
ثالثاً: عدم شد الرحال إليها.
رابعاً: ألا يقول هجرا في زيارته.
مسألة>
-61-