موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز
تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز
عدد المشاهدات
()
ومن وجه آخر ذكر أنه ينقسم إلى حقيقة ومجاز؛ لكن بعض العلماء أنكروا هذا التقسيم، وقالوا: إن القرآن كله حقيقة، وليس فيه مجاز.
وسبب ذلك أن المعتزلة تَوَسَّلوا بهذا إلى إنكار دلالات القرآن، وجعلوها كلها مجازا، فإذا قرءوا قول الله تعالى: رسم>
مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن> رسم> قالوا: هذا مجاز عن القدرة! وإذا قالوا: رسم>
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن> رسم> مجاز عن الملك. وإذا قالوا: رسم>
أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ قرآن> رسم> مجاز عن التَّنَزُّه، أي: مَنْ هُوَ مُنَزَّهٌ.
وكذلك فعلوا بالأحاديث، فتسلطوا على دلالات الآيات والأحاديث، وجعلوها مجازا. وقد ناقشهم العلماء الذين هم من أهل السنة.. شيخ الإسلام اسم> رحمه الله نفى أن يكون في القرآن مجاز، ونفى أن يكون في اللغة مجاز، في رسالة له اسمها الحقيقة -في المجموع، في الجزء التاسع عشر- ذكر فيها نفي المجاز. كذلك أيضا ابن الْقَيِّمِ اسم> في كتابه الصواعق الْمُرْسَلَةُ جعل المجاز من أصنامهم التي يستدلون بها، فكسره وحطَّمَهُ، واستدل على ما يَدُلُّ على أن كلام العرب كُلَّهُ حقيقة، وليس فيه مجاز، وأن ما ادَّعوا أنه مجاز إنما هو من تَوَسُّعِ العرب في الْمُسَمَّيَات.
أما الأصوليون- وغالبا هم من الأشاعرة ونحوهم- فممتلئة كتبهم وتفاسيرهم بالمجاز، حتى جعلوا، أو تسلط كثير من أتباعهم على نفي الحقائق، وجعلوها كلها مجازا.. فسروا الحقيقة هنا بأنه ما بقي في الاستعمال على موضوع- الذي وضعه العرب له- كالأرض، مُسَمَّاها واحد، ولم يتغير اسمها، ولا يختلف أحد في أن الأرض هي هذا البساط الذي عليه الناس. والجبال مسماها واحد، ولم يقل أحد: إنها يستعمل لها كذا وكذا. والإنسان حقيقة عندهم..أنه حقيقة لهذا البشر... مِمَّا عَرَّفَهُ الآخرون بأنه ما اسْتُعْمِلَ فيما اصْطُلِحَ عليه من المخاطبة، يعني: ما وضعته العرب له، ولم يتغير بوضعه، يعني: مثل الماء، وُضِعَ لما يشرب، أو يستعمل من هذا الماء الذي ينبع من الأرض، أو ينزل من السماء، أو يكون في البحر.. حقيقة لم تتغير.
وفسروا المجاز بأنه: ما تُجُوِّز به عن موضوعه، أي: ما نُقِلَ عما وضع له، ويكثر استدلالهم ببعض الكلمات التي يقولون إنها نقلت.. مثل كلمة: الأسد، يقولون: حقيقة في الحيوان المفترس، ومجاز في الرجل الشجاع.. الرجل الشجاع يقولون: هذا أسد... أسد من أسود الله.. مع أنه إنسان.. فيقولون: هذا من المجاز؛ ولكن لا مانع من أن يسمى أسدا- ولو كان إنسانا- يعني: أنه شجاع، ويُسَمَّى كل شجاع أسدا.
وكذلك مثل قولهم للإنسان البليد: هذا حمار! تشبيها له بالبلادة فيما يشابه الحمار. يقولون: هذا مجاز عن البليد من الرجال أو ما أشبهه؛ ولكن لا مانع من أن العرب تُسَمِّيها؛ فيكون من المشترك، تكون كلمة أسد لفظة مشتركة، تُطْلَقُ على هذا، وعلى هذا حقيقة، فإن العرب تطلق كلمة واحدة على عدة معانٍ، فمثلا كلمة: العين تُطْلَقُ على العين الباصرة كما في قوله تعالى: رسم>
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ قرآن> رسم> وتُطْلَقُ على العيون النابعة من الأرض كما قال تعالى: رسم>
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا قرآن> رسم> وتُطْلَقُ على أشياء أخر، فَتُطْلَقُ على الجاسوس أنه عين لهم، وتطلق على النقود، فيقال: العين.. يعني: النقد.
وكذلك أيضا يسمى هذا اشتراكا: كلمة واحدة تشترك فيها عدة معانٍ. ومن كلام العرب أيضا أنهم يطلقون على المسمى عدة مسميات، ويسمونها بالترادف، يعني مثلا: الآدمي، يسمونه آدميا، وإنسانا، وبشرا، وشخصا، وامْرَءًا.. عدة مسميات لمسمى واحد، هذا هو الترادف. وهناك الترادف، وهناك الاشتراك، وليس في شيء منها أن هذا مجاز؛ بل العرب لا تعرف كلمة مجاز. والحاصل: أن الأصوليين بالغوا في كلمة المجاز، فالحقيقة- يقولون- إنها لغوية، أو شرعية، أو عرفية.
فاللغوية: هي الكلمة التي بقيت على وضعها في اللغة ولم تتغير.. كلمة ناقة لغوية، اسم للأنثى من الإبل.. كلمة بقرة: اسم للأنثى من البقر.. كلمة نعجة: اسم للأنثى من الضأن.. وهكذا. الأسماء التي ما تغيرت عن وضعها في اللغة هذه يسمونها حقيقة لغوية.
وأما الحقيقة الشرعية فهي التي نقلها الشرع.. نقلها من حال إلى حال... من معنى إلى معنى، ذلك لأن الشرع تَصَرَّفَ في كثير من الكلمات، فنقلها. فعندك مثلا كلمة الصلاة، تقول:الصلاة لُغَةً: الدعاء.. والصلاة شَرْعًا: الأفعال التي أَوَّلُهَا التكبير وآخرها التسليم. كلمة الصيام لها مسمى في اللغة، ومسمى في الشرع. كلمة الإيمان، والإحسان، والشرك، والتوحيد، والحج، والعمرة، والجهاد، وأشباهها... هذه كلمات شرعية نقلها الشرع، وجعلها لِمُسَمَّيَات، فلذلك إذا شرحوها يقولون مثلا: الصيام لغة: الإمساك عن الشيء، ومنه قول الله تعالى عن عيسى اسم> أنه قال لأمه: رسم>
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا قرآن> رسم> أي: إمساكا عن الكلام. والصيام في الشرع: الإمساك بِنِيَّةٍ من أَوَّلِ النهار إلى آخره عن الْمُفَطِّرَات وأشباه ذلك. هذه تسمى حقيقة شرعية.
وأما الحقيقة الْعُرْفِيَّة فهي: التي يتعارف أهل البلد، أو أهل الزمان عليها، ويصطلحون عليها، وهي أيضا يُرْجَعُ فيها إلى الْعُرْفِ، فعرف أهل البلد، أو عرف أهل هذا الزمان: كذا وكذا.. ولو كان مخالفا للمسمى اللغوي. فمثلا: كلمة البعير، البعير عند العرب يعم الناقة والجمل، كل منهما اسمه بعير؛ ولكن في عرف بعض الناس أنه يختص بالجمل، فيقولون: بعير وناقة. وكلمة الشاة عند العرب اسم للواحدة من الغنم، ثم يُفَصِّلُون، فيقولون لأنثى الضأن: نعجة، ولذكر الضأن: كبش، ولأنثى المعز: عنز، ولذكر المعز تيس. وكلمة شاة تُطْلَقُ على كل واحد، ولكن عُرْفُ بعض الناس أن الشاة أصبحت اسما للنعجة الأنثى من الضأن.. هذه حقيقة عرفية... فيرجع كل قوم إلى عرفهم.
ذكر أن المجاز يكون بزيادة أو نقصان أو نقل أو استعارة. يقول: مَثَّلَ للمجاز بالزيادة في قوله تعالى: رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء قرآن> رسم> يقول: الكاف زائدة؛ لأنها لو كانت أصلية، لكان فيها أن لله مثلا!! لأن الكاف تكون بمعنى المثل، ويكون المعنى: ليس مثل مثله شيئا.. فالكاف مجاز. والجواب: أنا ننكر أن تكون مجازا، بل نُنْكِرُ أن يكون في القرآن مجاز، وقد أَلَّفَ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي اسم> رحمه الله رسالة بعنوان: نفي المجاز عن الْمُنَزَّلِ للتعبد والإعجاز يعني: القرآن.. بَيَّنَ فيها أنه ليس في القرآن مجاز. فعلى هذا تكون الكاف ليست زائدة، ولكنها للمبالغة، فإن المبالغة واضحة في الدلالة على الشيء المرادِ تأكيده.. فتكون تأكيدا، ولا يجوز أن يقال: إن في القرآن شيئا زائدا ليس له فائدة. واصطلحوا على تعريف الزائد، يقول بعض الشعراء :
وسَـمِّ مـا يُزَادُ لَغْوًا أو صِلَــة | أو قـُلْ مـُؤَكِّدًا.. فَكُلٌّ قيـل لــهْ |
لكـنَّ زائـدا ولغــوًا يُجْـتَنَبْ | إطلاقُــه فـي مُنْزَلٍ فـذا وجـبْ |
يعني: كلمة زائد ولغو لا يجوز إطلاقها في الْمُنَزَّلِ الذي هو القرآن، فيقال: كلام زائد، أو لغو، أو صلة، أو مؤكد.
مَثَّل للمجاز بالنقصان في قوله تعالى: رسم>
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ قرآن> رسم> يقولون: المراد: اسأل أهل القرية. أنكر ذلك العلماء، وابن القيم اسم> بالغ في ذلك في كتابه الذي هو الصواعق المرسلة وقال: إن القرية اسم للسكان، ليست اسما للبنيان.. هكذا جاءت لغة العرب، مثل قوله تعالى: رسم>
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا قرآن> رسم> هل الذي عتا البنيان أو السكان؟! السكان، فَدَلَّ على أن السكان يسمون قرية، وقوله تعالى: رسم>
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ قرآن> رسم> هل القوة للبنيان أو للسكان؟ هل الذي أخرجه هم السكان أو البنيان؟ رسم>
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ قرآن> رسم> وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا قرآن> رسم> هل هم مترفو البنيان أو مترفو السُّكَّان؟ مترفو السُّكَّان مترفوها.. والآيات كثيرة في أن السُّكَّان يُسَمَّوْن قرية، فعلى هذا: رسم>
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ قرآن> رسم> أي: واسأل السُّكَّان، فلا يحتاج إلى أن نقول: اسأل أهل القرية. فلا تكون من المجاز عندهم.
مثل للمجاز بالنقل بقوله :كالغائط فيما يخرج من الإنسان. يعني: أصل كلمة الغائط: اسم للمكان المنخفض، المنخفض المحفور من الأرض يسمونه غائطا.. غاط المكان. وكانوا ينتابونه لقضاء الحاجة للتخلي، فقال الله تعالى: رسم>
أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ قرآن> رسم> أي من المكان الْمُعَدِّ للتخلي، ثم اصطلح العرب فيما بعد على تسمية الخارج باسم الغائط.. الخارج المستقذر يُسَمَّى غائطا..تسمية أيضا عرفية، أو تسمية لغوية..العرب تتوسع في المسميات، فلا تكون من المجاز.
مَثَّل للمجاز بالاستعارة بهذه الآية، وهي قوله: رسم>
جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ قرآن> رسم> وقال: قالوا: إن الجدار جماد، فكيف يكون له إرادة؟ فذلك من باب الاستعارة! فجعلوا ذلك من المجاز. والجواب أن نقول: إن لكل مخلوق إرادةً تُنَاسبه، ومن ذلك الجمادات فلها إرادة؛ ذلك لأنها مخلوقة مُتَصَرَّفٌ فيها؛ ولأنها مُسَخَّرَةٌ ومُذَلَّلَةٌ لله تعالى، فذكر الله تعالى أنها تُسَبِّحُ في قوله تعالى: رسم>
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم>
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم>
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم قرآن> رسم> يعني: تسجد أظلتها، وقال تعالى: رسم>
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُُّ قرآن> رسم> الجبال جماد، والشجر جماد.. فذكر أنها تسجد، وإذا كانت تُسَبِّحُ وتسجد، فإن فيها حياةً معنويةً تناسبها، فلا مانع من أن يكون للجدار إرادة تناسبه رسم>
يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ قرآن> رسم> فجعلوا هذا من مجاز الاستعارة. فعلى هذا نقول: إن الأصل في الكلام أنه حقيقة، ولا يجوز أن يُقَال:َ إن فيه مجازا لئلا يتسلط هؤلاء المعتزلة على تحريف القرآن، وجعل دلالته كلها مجازا، والله أعلم.
أحسن الله إليكم يا فضيلة الشيخ، وجزاكم الله خيرا.
الأسئـلة:
س: يقول السائل: فضيلة الشيخ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث اختصام الملأ الأعلى: رسم> رأيت الليلة ربي في أحسن صورة متن_ح> رسم> فهل هذه الرؤية في المنام؟ وهل رآه على صورته الحقيقية التي يراه عليها المؤمنون يوم القيامة؟ سؤال> رؤية منامية..فالإنسان في منامه يتَخَيَّلَ أشياء، قد يتخيل أنه رأى ربه. قد روي أيضا عن الإمام أحمد اسم> أنه ذكر: أنه رأى ربه، وأنه أوقِفَ بين يَدَيْ ربه؛ ولكن لا يَدُلُّ ذلك على أن الله على تلك الصورة التي رآها في ذلك المقام؛ لأن الرؤية المنامية يتخيل فيها الأشياء، ما يتصور له.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: فضيلة الشيخ، عندما تجلى ربنا -جلا وعلا- للجبل، هل كان تجليه -تبارك وتعالى- كما سيكون تجليه لعباده يوم القيامة؟ سؤال> قد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الله احتجب بالنور، رسم>
حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره متن_ح> رسم> فَتَجَلِّيهِ أنه كشف شيئا من النور، فتصدع بذلك الجبل، فكان من آثار نوره أن اندك الجبل.
س: يقول السائل: أي فائدة عظيمة في قول الله تعالى لـ موسى اسم> رسم> يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن> رسم> وبين رسالات الرسل الآخرين، وتكليم الله لنبينا محمد اسم> صلى الله عليه وسلم؟ سؤال> -يعني: في زمانه، على عالم زمانه، واصطفيتك على عالم ذلك الزمان بما آتيتك من هذا الكلام الذي كلمتك، وما أرسلتك به، ولا مانع في ذلك أن هناك رسلا قبله وبعده.
س: يقول السائل: أنا في بلد لا يوجد فيه مذهب أهل السنة والجماعة، فإذا تحدثت مع الناس قالوا: لقد جئت بدين جديد، فأرجو من فضيلتكم توجيهي كيف يمكن تغيير هذه الأمور؟ سؤال> ننصحك بأن تنهج منهج أهل السنة، وتأخذ الكتب السلفية التي أَلَّفَهَا العلماء المتقدمون، ولا تأخذ شيئا من كتب أهل هذه الدولة حتى لا ينكروا عليك.. إذا أخذت من مشائخ هذه البلاد فإنهم قد ينكرون عليك، ولكن عليك بكتب السلف.. عندك مثلا: كتاب السنة، رسالة للإمام أحمد اسم> وكتابُ الرَّدِّ على الجهمية، رسالة للإمام أحمد اسم> والذي حققها عالم مصري يقال له: عبد الرحمن عُمَيْرَة اسم> فلا يكون فيها للسعوديين أيضا اسم. كذلك رسالة اسمها كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد اسم> طُبِعَ قديما في مصر اسم> والذي أشرف على طبعه عالم مصري، وهو محمد حامد الفقي اسم> وكذلك الرَّدُّ على الْمَرِّيسي اسم> للدارمي عثمان بن سعيد اسم> طبع قديما أيضا في مصر اسم> وكذلك رَدُّهُ على الجهمية رسالة للدَّارِمِيِّ اسم> أيضا في الرَّدِّ على الجهمية، ذكر فيها الأدلة.
وكذلك كتاب السنة لِلْخَلَّال اسم> طبع منه مجلدان، وكذلك كتاب السنة لابن أبي عاصم اسم> طبع أيضا في غير المملكة اسم> وحققه الألباني اسم> وكذلك شرح اعتقاد أهل السنة لِلَّالَكَائِيِّ اسم> فهؤلاء ليسوا حنابلة، يعني ليسوا مختصين بالحنابلة حتى لا يقال: إنهم يتعصبون لمذهبهم. وهذا الذي ذكرنا وهو الْخَلِيلِيُّ اسم> انتقد الحنابلة حتى المتقدمين، حتى ابن بَطَّة اسم> ابن بطة اسم> الذي هو: عُبَيْدُ الله بن عبد الكريم اسم> عالم من السلف، له كتاب الإبانة الصغرى، وكتاب الإبانة الكبرى؛ ولكنه حنبلي، فطعن فيه!! وقال: إنه مجروح، وإنه مُشَبِّهٌ !! وإنه.. وإنه ! ونقل كلاما لابن حجر اسم> في انتقاده عليه شيئا واحدا، يعني: في رواية بعض حديث، وكونه مثلا أخطأ في كلمة لا يتمشى ذلك على أخطائه، أو على جميع كتبه التي حققها العلماء، وذكروا دلالتها الواضحة. كتاب الإبانة.
وكذلك أيضا كتب كثيرة للسلف إذا قرأها القارئ عرف دلالتها على الخير. كذلك أيضا شرح ابن أبي الْعِزِّ اسم> الطحاوية، شرح الطحاوية المعروف، الطحاوي اسم> حنفي، وابن أبي العز اسم> أيضا حنفي؛ ولكنه من أهل السنة، تقيد بمذهب أهل السنة. فإذا أتيتهم بهذه الكتب لا يستطيعون أن يردوا عليك، ولا أن يقولوا: جئتنا بشيء جديد.. تقول: هذه كتب السلف، وهذه كتب العلماء، فهل هؤلاء كلهم ضَالُّون؟!
أما الحنابلة فإنهم لا يقبلون منهم، حتى ابن تيمية اسم> وابن القيم اسم> مع شهرتهما ومكانتهما لا يقبلون منهما!! ولا يزال هناك من يطعن في ابن تيمية اسم> وابن القيم اسم> تلامذة الْكَوْثَرِيِّ اسم> المصري ..لا يزالون؛ لأنه يُكَفِّرُ ابن تيمية اسم> ويُضَلِّلُ ابن القيم اسم> ويستبيح لعنه وسَبَّهُ. وقد ناقشه العلماء وبَيَّنُوا أخطاءه في ذلك.. كذلك تلامذته .
س: يقول السائل: يظهر عندنا في بلدنا دعوة الناس لحضور الزواج الفلاني عبر ميكروفون المسجد، وكذلك إذا مات شخص، وكذلك تُنْشَدُ الضالة، فما الحكم في ذلك؟ أفتونا - وجزاكم الله خيرا -. سؤال> لا يجوز في المساجد.. هذه أمور تتعلق بالدنيا، يجوز خارج المسجد، لو خرج عند باب المسجد، ثم صوت بقوله: إن فلانا عنده حفل زواج، وهو يدعوكم يوم كذا وكذا.. أو مَنْ وجد ضالة كذا وكذا. فأما إنشاد الضالة فلا يجوز، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم>
من سمعتموه وهو ينشد ضالته فقولوا: لا ردها الله عليك متن_ح> رسم> .
وأما الإخبار بموت أحد الأقارب، أو أحد المسلمين؛ فلا بأس بذلك في المسجد حتى يتفقوا في الصلاة عليه، يقول: أخوكم فلان تُوُفِّيَ، وَيُصَلَّى عليه في مكان كذا وكذا.. لا مانع من ذلك؛ لأن هذا دعوة إلى أجر، يشتركون في الصلاة عليه، ويحصلون على الأجر .
س: يقول السائل: هناك بلد يُسَلِّمُون التسليمتين في صلاة الجنازة، فما الحكم ؟ سؤال> رُوِيَ ذلك عن بعض العلماء، لا ينكر في مسائل الاجتهاد.
س: يقول السائل: دخلت مسافرا ... ركعتين في جماعة يصلون العشاء، وهم في الركعة الثانية ولم أُصَلِّ المغرب بعد، فدخلتُ معهم بِنِيَّةِ المغرب، وصليت الثلاث ركعات، ثم بعد السلام صَلَّيْتُ العشاء، فهل عملي هذا صحيح؟ علما بأني لم أجلس للتشهد الثاني؛ لأنها الثالثة بالنسبة لهم، وأنا أنوي أن أجمع؟ سؤال> في شأن العلماء يمنعون من ذلك، العلماء مشايخنا الأولون؛ لكن رَخَّص في ذلك بعض المشايخ كالشيخ عبد العزيز بن باز اسم> رحمه الله، وحيث إن هناك من رَخَّصَ في ذلك، فلعله قريب به.
س: يقول السائل: كنت في سفر، فدخلت مع جماعة يصلون العشاء، فدخلت معهم، وصليت العشاء، ثم صليت المغرب بعد ذلك، فهل في ذلك حرج؟ سؤال> نعم، لا يجوز تقديم العشاء على المغرب، لا بد من ترتيب الصلوات كما أمر الله تعالى بها، وحيث إنك فعلت، فإنا نعتبر صلاتك المغرب قضاء؛ لأنها صُلِّيَتْ بعد العشاء، فتعتبر قضاء لا أداء، ولا نأمرك بالإعادة .
س: يقول السائل: هل يجوز أن نطعم في كفارة اليمين خمسة مساكين وجبتين بدلا من عشرة، وفي غيرها من الكفارات ما كان لشخصين أجعله لشخص واحد وجبتين؟ سؤال> يجوز ذلك، حتى أجاز شيخ الإسلام لو أطعم مسكينا واحدا عشرة أيام، قام مقام إطعام عشرة مساكين، فكذلك إذا أطعم خمسة مساكين يومين، أو نحو ذلك.
س: يقول السائل: هذه فتاة صغيرة مثل ما يرى أبو حنيفة اسم> ...فقط حدث أن قاءت على ثوبي، ثم دخلت الصلاة ناسيا ذلك، ثم تذكرت أثناء الصلاة؛ ولكنني أتممت صلاتي. فهل يجوز عملي هذا؟ وهل القيء نجس مطلقا؟ سؤال> في الأصل أنه نجس إذا كان مُتَغَيِّرًا.. إذا تغير القيء برائحته، أو بلونه بأن انقلب اللبن إلى أصفر أو أسود، فإنه يصير نجسا، وأما إذا كان باقيا على لونه وبياضه، فالأصل أنه طاهر وتصح صلاتك.
س: يقول السائل: رجل أحرم في شهر رمضان للحج! فهل حجه هذا جائز، أم عليه أن يتحلل من العمرة إلى أن تأتي أشهره ؟ سؤال> لا...عليه مشقة، يعني: أن يبقى شهرين وعشرة أيام وهو بإحرامه، فإن في ذلك مشقة؛ لأنه لا يحصل تمام الحج إلا بالوقوف يوم عرفة اسم> فلذلك نقول له: يتحلل بعمرة، ثم يُحْرِمُ بالحج وقتا يمكنه التحمل.
س: السؤال الأخير يقول: بعض الناس يقولون: بدأت من أسفل القرآن أو من أعلى القرآن، هل يجوز أن يقال: إن القرآن له أسفل وأعلى؟ وجزاكم الله خيرا. سؤال> يجوز أن يقال: له أول وآخر، بدأت من أوله يعني: من الفاتحة، أو بدأت من آخره يعني: من المعوذتين، وأما كلمة أسفل وأعلى فإنها مستبشعة .
مسألة>
-10-