موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
المرتبة الثانية: الإيمان
المرتبة الثانية: الإيمان
عدد المشاهدات
()
أما أركان الإيمان؛ فإنها العقيدة؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسيره: رسم> أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره متن_ح> رسم> .
بنى العلماء كتب العقائد على هذه الأركان الستة.
الإيمان بالله تعالى يدخل فيه الإيمان بأنه رب العالمين، وخالق الخلق أجمعين. الإيمان بأنه الإله الحق، وأن كل إله غيره فإلهيته باطلة.
الإيمان بأنه سبحانه هو رسم>
الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ قرآن> رسم> وبأنه موصوف بصفات الكمال، ومنزه عن صفات النقص، وبأن رسم>
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى قرآن> رسم> والصفات العلا، وبأنه رسم>
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قرآن> رسم> و رسم>
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قرآن> رسم> وأنه رسم>
سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن> رسم> .
وثمرة هذا الإيمان العمل؛ فإن الإنسان إذا آمن بأن رسم>
اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن> رسم> ؛ علم بأنه يسمع كل كلمة تقولها، يسمع كل خطرة تخطر ببالك، يعلمها، لا يخفى عليه من أمر خلقه شيء، فلا شك أن هذا هو ثمرة هذا الإيمان.
الذي يؤمن بأن الله معه أينما كان يطلع عليه، الذي يؤمن بأن الله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء من أمر الخلق، الذي يؤمن بأن الله سميع بصير؛ يسمع كل شيء ويبصره، ولا يخفى عليه من عباده خافية؛ كيف يعصيه؟!!
كيف تعصيه وأنت تؤمن بأنه يراك، وأنه قادر على أن ينتقم منك، ويعذبك ويسلط عليك من لا يرحمك؟!! كيف تعصيه؛ وأنت توقن، وتتحقق أنه يطلع على كل شيء، ويعلم ما يجول به قلبك؟!!
تقرأ قول الله تعالى: رسم>
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قرآن> رسم> وتؤمن بقوله تعالى: رسم>
وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ قرآن> رسم> .
فمن آمن بهذا كله فإنه يطيع ربه؛ ولأجل ذلك يحث العلماء غيرهم؛ فيقولون: آمنوا بالله ورسوله، آمنوا بآيات الله، آمنوا بأسمائه وصفاته، تحققوا واعتقدوا أنه يراكم -دائما-.
يقول في الحديث: رسم> أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت رسم> ؛ يعني: أنه رقيب على عباده؛ كما في قوله تعالى: رسم>
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا قرآن> رسم> ؛ أي: يراهم ويطلع عليهم، وأنه سبحانه قادر لا يعجزه شيء.
لو تحصن الإنسان لغاية التحصن لن يقدر على أن يتحصن من أمر الله تعالى، ومن تقديره ومن تدبيره. كذلك الإيمان بالكتب التي أنزلها؛ ومنها القرآن؛ الإيمان به التصديق بأنه كلام الله، وأنه منزل، وأنه غير مخلوق، وأن كل صفات الله غير مخلوقة، وأن صفاته من ذاته؛ ومن جملتها كلامه. تؤمن بأن الله تعالى متكلم، ويتكلم إذا شاء، وأن القرآن كلام الله.
قالوا فما القـرآن قلت كلامه | ......................... |
لا ريب أنه كلام الله عند كل موحد.
كذلك إذا آمنا بالقرآن، وأنه كلام الله، وأنه معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن علينا- بعد ذلك- أن نعمل به؛ أن نتبعه ونتلوه؛ اتبعوا ما أوحي إليكم، رسم>
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ قرآن> رسم> .
كذلك الإيمان بالرسل؛ آخرهم محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- وهو خاتم الرسل؛ فالإيمان برسالته كالإيمان بالرسل كلهم.
الإيمان به يستدعي أنه يتبعه ويطيعه، قال الله تعالى: رسم>
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ قرآن> رسم> .
اتبعوه؛ فالإيمان به يستلزم أن يتبعه، أن يطيعه، ويتبعه ويسير على نهجه.
رسم>
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ قرآن> رسم> من اتبعه فإنه يكون من المهتدين.
كذلك -أيضا- الإيمان بالملائكة، ومنهم الكرام الكاتبون؛ قال الله تعالى: رسم>
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قرآن> رسم> رسم>
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قرآن> رسم> .
الرقيب والعتيد ملكان يكتبان، يكتب أحدهما الحسنات والآخر السيئات، الذي على اليمين يكتب الحسنات، والذي على الشمال يكتب السيئات.
ويقول تعالى: رسم>
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ قرآن> رسم> ؛ يعني: يكتبون حتى أعمال القلب التي يضمرها الإنسان في قلبه؛ يكتبونها.
فيؤمن الإنسان بأنه قد وكل به من يحفظه؛ كما قال تعالى: رسم>
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ قرآن> رسم> .
هناك ملائكة يحفظونك؛ حتى إذا جاء القدر خلوا بينك وبينه.
وهناك ملائكة يحفظون أعمالك؛ يكتبونها كلها صغيرها وكبيرها؛ رسم>
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ قرآن> رسم> ؛ ما يتلفظ به من كلمة، رسم>
إِلَّا لَدَيْهِ قرآن> رسم> ؛ أي: إلا عنده رقيب له وعتيد الرقيب والعتيد هما الملكان.
يؤمن بأن الملائكة عباد الله، وأنهم خلقه، وأنهم كرام كاتبون ، رسم>
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ قرآن> رسم> .
كذلك -أيضا- الإيمان باليوم الآخر؛ أي: البعث بعد الموت. الإيمان بما يكون في الدار الآخرة؛ فإن الدار الآخرة هي مآل الخلق.
الناس في الدنيا خلقوا؛ ليعملوا للآخرة. فمن صدق بأن هناك بعثا ونشورا وجزاء على الأعمال؛ فإنه يعمل لذلك.
يؤمن المسلمون بأنهم بعد البعث محاسبون، أنهم إذا ماتوا يبعثون، وأنهم بعد البعث محاسبون، ومجزيون بأعمالهم؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
هكذا يكون الإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال.
من آمن وصدق بأنه مبعوث؛ عمل للدار الآخرة. وأما ضعيف الإيمان؛ فإن عمله يكون للدار الدنيا.
فإذا رأيت الذي همه الدنيا، وهمه جمع حطامها، وهمه شهواتها، ولهوها وسهوها ولا يعمل للآخرة؛ عرفت أنه ضعيف الإيمان؛ لأن الإيمان القوي بالآخرة يدفع إلى العمل.
فهذه من أركان الإيمان الإيمان بالبعث بعد الموت، وبالجزاء في الآخرة، وبالمحاسبة على الأعمال.
كذلك -أيضا- من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى؛ وهو أن يؤمن الإنسان بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وأن الناس لو اجتمعوا على أن يضروه بشيء ما قدره الله عليه؛ لم يضروه، وإذا اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له؛ لم ينفعوه.
فلا يقع إلا ما أراده الله، ومع ذلك فإن المسلم مأمور بأن يعمل رسم>
وكل ميسر لما خلق له متن_ح> رسم> .
مسألة>
-119-