موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
فصل في الإيمان والدين
فصل في الإيمان والدين
عدد المشاهدات
()
ص (والإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، قال الله تعالى: رسم> وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ قرآن> رسم> [البينة: 5]. آية> فجعل عبادة الله، وإخلاص القلب، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، كله من الدين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق متن_ح> رسم> فجعل القول والعمل من الإيمان.
وقال تعالى رسم>
فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> [التوبة: 124]. آية> وقال: رسم>
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا قرآن> رسم> [الفتح: 4]. آية> وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم>
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله. وفي قلبه مثقال برة، أو خردلة، أو ذرة من الإيمان متن_ح> رسم> فجعله متفاضلا.).
س 42 (أ) ما الإيمان لغة وشرعا مع الدليل رأس> (ب) وما معنى كون الأعمال من مسمى الإيمان. (ج) وما الدليل. على زيادته ونقصه وتفاضله. (د) وما المراد بالزيادة والنقص؟ سؤال>
ج 42 (أ) الإيمان لغة التصديق الجازم بالشيء، ودليله قوله تعالى: رسم>
وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا قرآن> رسم> [يوسف]، أي بمصدق، وشرعا ما ذكر في المتن من كونه قولا باللسان، وعملا بالأركان، واعتقادا بالجنان.
والأدلة عليه كثيرة، كقوله تعالى: رسم>
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ قرآن> رسم> أي صلاتكم إلى الشام اسم> قبل صرف القبلة، وتكرر في السنة جعل الأقوال والأعمال من الإيمان، ففي الصحيحين عن ابن عباس اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس رسم>
آمركم بالإيمان بالله متن_ح> رسم> ثم فسره بالشهادتين، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل خصال الخير من الإيمان كصيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، والجهاد، والحج، واتباع الجنائز، وأداء الأمانات، ونحوها. وكذا الحديث المذكور، وهو حديث أبي هريرة اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان متن_ح> رسم> رواه البخاري اسم> ومسلم اسم> حديث> فالشهادة قول باللسان، والإماطة عمل جوارح، والحياء عمل قلب، وقد جعل ذلك كله من شعب الإيمان.
(ب) ومعنى كون الأعمال من الإيمان، أن المؤمن الموقن بكل ما جاء عن الله، يحمله يقينه على المبادرة إلى العمل، فتكون تلك الأعمال من الإيمان والدين الذي يدين به، لأن الباعث عليها ما في القلب من اليقين.
وقول اللسان. يراد به الكلام كالشهادتين، والذكر، والدعاء، والتلاوة، وسائر الأقوال الخيرية. والعمل بالأركان. وهي الجوارح، هو كالصلاة، والصوم، والحج، والجهاد، وتغيير المنكر باليد، ونحوها. والعقد بالجنان. أي بالقلب يراد به التصديق، والإخلاص، والتوكل، والمحبة، ونحوها، وكل هذه الأعمال من مسمى الإيمان، لأنها من آثاره.
وذهب بعض (المعتزلة) أن الإيمان مجرد التصديق فقط. فكل من صدق الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن لم يتبعه، كاليهود، فهو مؤمن عندهم. وعند (الجهمية) الإيمان هو المعرفة بالله فقط، فإبليس، وفرعون اسم> والمشركون، واليهود، والنصارى، ونحوهم، مؤمنون كاملو الإيمان عند الجهمية، لأنهم يقرون بوجود الله، ويؤمنون به ربا وخالقا، وإن جحده بعضهم كفرعون اسم> عنادا. وقالت (المرجئة) الإيمان هو الإقرار باللسان، دون عقد القلب، فالمنافقون عندهم مؤمنون لأنهم مقرون بألسنتهم. وهناك أقوال أخر ظاهرة البطلان. ودلالة آية البينة ظاهرة، حيث ذكر العبادة، والإخلاص، والصلاة، والزكاة، ثم قال: رسم>
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ قرآن> رسم> والدين هو الإيمان. وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل اسم> المشهور رسم>
هذا جبريل اسم> أتاكم يعلمكم دينكم متن_ح> رسم> فجعل أركان الإسلام الظاهرة، وأركان الإيمان، وركن الإحسان، كل ذلك من الدين.
(ج) وأما أدلة زيادة الإيمان ونقصانه فكثيرة جدا، كقوله تعالى رسم>
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> [آل عمران]، وقوله رسم>
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ قرآن> رسم> [الفتح: 4]، وقوله: رسم>
وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا قرآن> رسم> [المدثر]، وقوله رسم>
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> [الأنفال: 2] وقوله: رسم>
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> [التوبة]، وكل ما قبل الزيادة، قبل النقص، وفي الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد: رسم>
ما رأيت من ناقصات عقل ودين متن_ح> رسم> إلخ.
(د) والمراد بالزيادة والنقص، تفاضل الناس في الدين، بحسب كثرة العمل، وما يقوم بالقلب؛ فإذا عمل خيرا كذكر وصدقة وجهاد، زاد إيمانه، فإن عمل معصية كَسَبٍّ ونهب وكِبر وحسد، نقص إيمانه، فهذا سبب التفاضل في الأعمال والأديان.
قوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه مثقال برة أو خردلة أو ذرة من الإيمان متن_ح> رسم> رواه البخاري اسم> ومسلم اسم> وغيرهما بألفاظ كثيرة، حديث> وهو ظاهر في تفاضل أهل الإيمان، بحسب ما يقوم بالقلب، من قوة اليقين، أو ضعفه.
و(البرة) الحبة من البر أي الحنطة المعروفة و(الخردلة) حبة الخردل أي الشجر المعروف وحبه ضرب من الحرف يشبه حب الرشاد إلا أنه أصغر منه و(الذرة) واحدة الذر، هو صغار النمل المعروف.
مسألة>
-40-