المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
ص (ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره، واجتناب نواهيه، بل يجب أن نؤمن ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب، وبعثة الرسل، قال الله تعالى رسم>
لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ قرآن>
رسم> [النساء: 165]. آية> ونعلم أن الله سبحانه ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك، وأنه لم يجبر أحدا على معصية، ولا اضطره إلى ترك طاعة، قال الله تعالى رسم>
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا قرآن>
رسم> [البقرة: 286]. آية> وقال الله تعالى: رسم>
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ قرآن>
رسم> [التغابن: 16]. آية> وقال تعالى رسم>
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ قرآن>
رسم> [غافر: 17]. آية> فدل على أن للعبد فعلا وكسبا، يُجزى على حَسنه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب، وهو واقع بقضاء الله وقدره.
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ قرآن>
رسم> [الصافات: 96]. آية> وقوله رسم>
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن>
رسم> [الزمر: 62]. آية> وقد جعلوا للكفرة عذرا، حيث زعموا أن تعذيبهم ظلم وجور من الرب تعالى، حيث عاقبهم على أفعال خلقها فيهم. ولا شك أن هذا إبطال للشرع، وإنكار للحكمة والمصلحة، ثم هم لا يحتجون بذلك في الأحوال كلها؛ بل يلومون من أساء إليهم، ويؤدبون خدامهم على المخالفة، وإنما يعتذرون بالقدر عند ارتكاب الذنوب، بأن الله لم يهدهم، وأنه الذي أوقعهم في ذلك بخلقه فيهم، ونحو ذلك، وفيهم قال ابن القيم اسم> رحمه الله تعالى: | وعنـد مـراد اللـه تفنى كميت | وعنـد مراد النفس تسدي وتلحم |
| وعند خلاف الأمر تحتج بالقضا | ظهيرا على الرحمـن للجبر تزعم |
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ قرآن>
رسم> [الأنعام]، وأنه أرسل الرسل، وأنزل الكتب، لتقوم الحجة، وتنقطع المعذرة، كما قال تعالى رسم>
لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ قرآن>
رسم> [النساء: 165]. آية>
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا قرآن>
رسم> أي لم يكلف أحدا من الخلق إلا بما في وسعه، وبحسب استطاعته، والوسع الطاقة. قوله رسم>
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ قرآن>
رسم> صريح بأن للعباد استطاعة، قد أمروا بتقوى الله على مقتضاها وبقدرها.
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ قرآن>
رسم> يخبر تعالى عن يوم القيامة، وأن كل نفس تجازى ذلك اليوم بما كسبت، أي عملت وحصلت من خير وشر، وأنه لا ظلم على أحد، فأثبت للعباد كسبا وفعلا، ورتب عليه الثواب والعقاب. ولكن كل ذلك بعد خلق الله ومشيئته، كما قال تعالى رسم>
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ قرآن>
رسم> .