موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ومن قال كذلك صارت أحواله كلها بالله، وجوابه
ومن قال كذلك صارت أحواله كلها بالله، وجوابه
عدد المشاهدات
()
ثم قال الكاتب: ومن قال كذلك صارت أحواله كلها بالله ولله أمرنا باتباعه.
جوابه أن يقال: كيف تكون أحوال الصوفي كلها بالله ولله رأس> مع أنه بشر يخطئ ويصيب ويرتكب الذنوب، وهو محل النقص والتقصير في أداء حقوق ربه وفي شكر نعمه: رسم>
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا قرآن> رسم> وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن أفضل هذه الأمة -بعد نبيها- أبو بكر الصديق اسم> -رضى الله عنه- ومع ذلك فقد علّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول في صلاته: رسم>
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت متن_ح> رسم>
إلخ. فإذا كان صديق الأمة -رضي الله عنه- يعترف بأنه قد ظلم نفسه ظلما كثيرا، فكيف يكون المتصوف معصوما وأحواله كلها بالله ولله؟
ونحن لا ننكر أن الله تعالى قد يوفق بعض أحبابه لتكون حركاته بالله، كما في الحديث القدسي عند البخاري اسم> عن أبي هريرة اسم> وفيه: رسم>
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به متن_ح> رسم>
فإن معنى ذلك تسديده في أقواله وأفعاله، ولكنا لا نستطيع الجزم لشخص بعينه بأن أحواله كلها بالله ولله كما ذكر هذا الكاتب.
فأما قوله: أمرنا باتباعه فغير صحيح؛ فإن أغلب الصوفية سيما المتأخرين لهم شطحات خاطئة لا يجوز شرعا اتباعهم فيها، فقد ظهر بُعدهم فيها عن الصواب، ولهم أيضا طرق وأحوال مبتدعة، كالسماع والرقص والخلوة الطويلة والبعد عن العلم والعلماء، والاستغناء عن الوحي بالأوهام وحديث النفس الذي يخيل إليهم أنه وحي إلهام، فكيف يسوغ اتباعهم في هذه البدع ونحوها؟ وبأي نص أمرنا بذلك؟ مع العلم بأن الاتباع إنما يجب للرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه المبلغ عن الله، وقد ورد الأمر بذلك كما في قوله تعالى: رسم>
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم>
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ قرآن> رسم> .
وإنما يطاع ويتبع المخلوق متى وافق أمر الله ورسوله؛ فيكون اتباعه خاصا بما بلغه مما تحمله عن الله ورسوله، فالطواعية والاتباع في الحقيقة لله ورسوله، فمتى خالف المخلوق -مهما كانت مرتبته- صريح الكتاب والسنة وجب طرح قوله والرجوع إلى شرع الله، كما في قوله تعالى: رسم>
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ قرآن> رسم> .
مسألة>
-46-