موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الإقرار برسالة النبي صلى الله عليه وسلم
الإقرار برسالة النبي صلى الله عليه وسلم
عدد المشاهدات
()
   [وأشهد أن  محمدا 	 اسم> عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا] .  
 
 الشرح* قوله: 
 (وأشهد أن  محمدا 	 اسم> ).   هذه هي الشهادة الثانية وهي 	 	الإقرار والاعتراف بأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- مرسل من عند الله 	 رأس> تعالى، فهو المُرْسَل والله المُرْسِل، وقد أرسله سبحانه برسالة وأمره بتبليغها للناس كافة ألا وهي الإسلام والشريعة التي جاء بها وهي هذا الدين العظيم وما يتضمنه من الأوامر والنواهي. 
 * قوله: 
 (عبده ورسوله).   شهادة له بالعبودية والرسالة، وقدم العبودية لأنها صفة مدح في حقه -صلى الله عليه وسلم- فهي من أشرف مقامات العبد مع الله، ولذلك فإن الله -سبحانه وتعالى- قد وصفه بها في أشرف مقاماته -صلى الله عليه وسلم- في سورة الإسراء، قال تعالى:   رسم> 
 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ 	 قرآن>
 	سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ 	 قرآن>  
 رسم>  [الإسراء: ا]. آية> 
 ثم جاء ذكر  الرسالة في قوله: 
 (ورسوله)  والرسول هو الذي يحمل الرسالة من المُرْسِل إلى المُرْسَل إليه والمُرْسِل هو الله والمُرْسَل إليه هم جميع الناس، فالله -سبحانه وتعالى- قد أرسل مع نبينا  محمد 	 اسم> -صلى الله عليه وسلم- رسالة وأمره بتبليغها لجميع الثقلين الجن والإنس، وهي هذا الدين الذي يدعو الناس إلى أن يعبدوا الله وحده ويطيعوه. 
 	 	والرسول عند أهل العلم من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه 	 رأس> ونبينا  محمد 	 اسم> -صلى الله عليه وسلم- نبي رسول، فأول ما أنزل عليه قوله تعالى:   رسم> 
 اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 	 قرآن>
 	اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 	 قرآن>  
 رسم> إلى قوله:   رسم> 
 عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 	 قرآن>
 	عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 	 قرآن>  
 رسم>  [العلق: 5]. آية> فكان بها نبيا -عليه الصلاة والسلام- ولما نزلت عليه هذه الآيات:   رسم> 
 يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ 	 قرآن>
 	يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ 	 قرآن>  
 رسم>  [المدثر: 1، 2]. آية> كان رسولا مأمورا بالإنذار عليه الصلاة والسلام. 
 * قوله: 
 (صلى الله عليه).   الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، كما ذكر ذلك  أبو العالية 	 اسم> حيث قال -رحمه الله-  صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى  رواه  البخاري 	 اسم> حديث> 

 وهذا هو المعنى الصحيح لذلك. 
 والله -سبحانه وتعالى- يثني على عباده الذين يحبهم في ملأ من الملائكة وهم الملأ الأعلى، كما في الحديث القدسي:   رسم> 	 
 وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم متن_ح>
 	وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم متن_ح>  
 رسم> 

 .  
 وقال بعضهم:  إن الصلاة من الله على رسوله معناها الرحمة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في قول الملائكة في آل  إبراهيم 	 اسم>   رسم> 
 رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 	 قرآن>
 	رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 	 قرآن>  
 رسم>  [هود: 73]. آية> ولكن هذا القول ضعيف. 
 والرسول -عليه الصلاة والسلام- أخذ من هذه الآية قوله في التشهد الأخير:  اللهم صل على  محمد 	 اسم> وعلى آل  محمد 	 اسم> كما صليت على  إبراهيم 	 اسم> وعلى آل  إبراهيم 	 اسم> إنك حميد مجيد 

 فهو -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى هذه الآية. 
 يعني: كما ترحمت عليهم، ولكن الأقرب هو ما ذكره  أبو العالية 	 اسم> رحمه الله: أن صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. 
 أما الصلاة من الملائكة فهي الاستغفار. 
 وأما الصلاة من الآدمي فهي الدعاء. 
 * قوله: 
 (وعلى آله).   آل النبي -صلى الله عليه وسلم- هم أهل بيته من المؤمنين كزوجاته وبناته، كما ورد ذلك مفسرا في حديث  أبي حميد الساعدي 	 اسم> -رضي الله عنه- في صفة التشهد الأخير أنهم قالوا:   رسم> 	 
 كيف نصلي عليك يا رسول الله؟ فقال: قولوا: اللهم صل على  محمد 	 اسم> وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل  إبراهيم 	 اسم> متن_ح>
 	كيف نصلي عليك يا رسول الله؟ فقال: قولوا: اللهم صل على  محمد 	 اسم> وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل  إبراهيم 	 اسم> متن_ح>  
 رسم> 

 . 
 فهذا يدل على أن آل النبي -صلى الله عليه وسلم- هم أزواجه وذريته، يعني: المؤمنين منهم، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام  ابن تيمية 	 اسم> 
 وذهب أكثر العلماء إلى أن معنى الآل هم الأتباع، واستدلوا بقوله تعالى:   رسم> 
 أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 	 قرآن>
 	أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 	 قرآن>  
 رسم>  [غافر: 46]. آية> يعني: أتباع فرعون. 
 واستدلوا أيضا بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:   رسم> 	 	  سلمان 	 اسم> منا آل البيت 	   رسم> 

 مع كونه فارسيًا.  
 ولذلك قال بعض الشعراء:    | آل النبـــي هــم أتبــاع ملتــه | مـن كـان مـن عجـم منهـم ومن عرب | 
 | لـــو لــم يكـن آلـه إلا قرابتـه | صلى المصلِّي علـى الطــاغي أبي لهب | 
 
   وقال أحدهم:    | ألا إنمــا التقوى هي العـز والكرم | وحـبُّك للدنيــا هو الذُّل والسقم | 
 | وليس على عبـد تقــي نقيصــة | إذا حقَّق التقوى وإن حاك أو حجم | 
 
  يعني: أن الرفعة عند الله ليست بالحب ولا بالنسب ولا بالقرابة من الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولكنها تكون بالتقوى والاتباع.  
 وكذا قال بعضهم:    | لعمــرك مــا الإنســان إلا بدينــه | فلا تترك التقــوى اتكالا علــى النسب | 
 | فقـد رفــع الإسـلام سـلمان فـارس | وقـد وضـع الشـرك الشـقي أبـا لهب | 
 
  فالحاصل أن آل النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأصل هم أهل بيته وأقاربه من المؤمنين، وهذا هو القول الصحيح، ويدخل فيه أيضا أتباعه على دينه إلى يوم القيامة. 
 * قوله: 
 (وصحبه وسلم).   أي: أصحابه، وهم الذين أدركوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به واتبعوه وماتوا على ذلك، وقوله: (وسلم): التسليم يعني: من الآفات والشرور ونحوها، أي: أننا ندعو الله تعالى أن يصلي على نبينا -صلى الله عليه وسلم- أي: يثني عليه في الملأ الأعلى كما تقدم، وكذلك يسلم عليه، أي: يسلمه ويبرئه من الآفات والعيوب والشرور ونحوها، وهذا هو الأرجح والله أعلم. 
 وقيل: إنه اسم من أسماء الله تعالى. 
 * قوله: 
 (تسليما مزيدا).   هذا مصدر مؤكد لما قبله، أي: تسليما زائدا على الصلاة.  
 مسألة>

 -9- 
