موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
خلاصة مذهب أهل السنة في أسماء الله وصفاته
خلاصة مذهب أهل السنة في أسماء الله وصفاته
عدد المشاهدات
()
[فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه].
الشرحهذا الكلام هو خلاصة مذهب أهل السنة في أسماء الله وصفاته رأس>
* قوله:
(فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه). أي: أنهم لا ينفون عن الله -سبحانه وتعالى- ما وصف به نفسه في كتابه الكريم، أو ما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته المطهرة من الصفات العلى، كما فعل ذلك المعطلة، بل يثبتون له ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الصفات، ولكن كما يريد سبحانه، وكما يليق بكماله وجلاله.
* قوله:
(ولا يحرفون الكلم عن مواضعه). أي: كما أنهم لا ينفون الصفات بالكلية، فإنهم كذلك لا يلجأون إلى تغيير كلام الله تعالى وإمالته عن موضعه ومعناه الصحيح، بل يثبتونه، وذلك بإمرار النصوص وإثباتها على ظاهرها، وإمرار الصفات كما وردت، من غير تغيير لها أو لمعانيها كما قال غيرهم مثلا في قوله تعالى: رسم>
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا قرآن> رسم> [الفجر: 22]. آية> يقولون: إن معناها: وجاء أمر ربك ، وفي قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن> رسم> [النساء: 164]. آية> قالوا: المعنى أن موسى اسم> هو الذي كلم الله، فجعلوا موسى اسم> هو الفاعل، ولفظ الجلالة الله هو المفعول به، وقال بعضهم: بل المعنى أن الله تكلم في الشجرة، فتكلمت الشجرة مع موسى اسم> ونحو ذلك، وكقولهم في قوله تعالى: رسم>
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن> رسم> [المائدة: 64]. آية> قالوا: قوته ونعمته.
وغير ذلك من الآيات والصفات التي حرفها هؤلاء.
وأما أهل السنة فإنهم يثبتون جميع الصفات ويمرونها كما جاءت، فيقولون في قوله تعالى: رسم>
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا قرآن> رسم> [الفجر 22]. آية> هو مجيء الله -سبحانه وتعالى- بذاته للفصل بين العباد، وهو مجيء حقيقي، ولكنه يليق بكماله وجلاله.
ويقولون في قوله: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن> رسم> [النساء: 164]. آية> إن الله تعالى هو الذي كلم موسى اسم> وأن هذا الكلام بحرف وصوت مسموع، ولكن كما يليق بكماله وجلاله.
ويقولون في قوله تعالى: رسم>
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن> رسم> [المائدة: 64]. آية> إن لله تعالى يدا حقيقية تليق بكماله وجلاله، لا تشبه أيدي المخلوقين، ولا يعلم كيفيتها إلا الله عز وجل.
* وقوله:
(ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ). قال الإمام ابن القيم اسم> -رحمه الله- والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها. اهـ
.
ثم ذكر أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى، فقال ما ملخصه:
أحدها: أن يسمي الأصنام بها، كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز.
الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أبا.
الثالث: وصفه تعالى بالنقائص، كقول اليهود عنه: إنه فقير، تعالى الله عن قولهم.
الرابع: تعطيل الأسماء عن معانيها، وجحد حقائقها، كقول الجهمية: سميع بلا سمع، عليم بلا علم، وبصير بلا بصر... إلخ.
الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه، كقولهم: إن يد الله كأيدينا، وسمعه كسمعنا، ونحو ذلك.
وأما الإلحاد في الآيات: فهو الميل بها عن المعنى المراد، يعني عن مقصود الله تعالى بها.
فأهل السنة بريئون من الإلحاد في أسماء الله تعالى، ومن الإلحاد في آياته سبحانه.
* قوله:
(ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه). قد تقدم الكلام على ذلك مفصلا.
والخلاصة أنهم ينفون علم كيفية الصفات عن المخلوقين، وكذلك فإنهم يمنعون من السؤال بكيف عن صفات الله تعالى، ولا يمثلون ولا يشبهون صفات الله تعالى بصفات خلقه، فلا يقولون مثلا: إن يد الله تشبه أيدينا، أو تشبه يد فلان أو فلان... إلخ.
مسألة>
-13-