موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الثناء على الله تعالى
الثناء على الله تعالى
عدد المشاهدات
()
[لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له، ولا يقاس بخلقه -سبحانه وتعالى- فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه].
الشرحبعدما ذكر المصنف -رحمه الله- منهج أهل السنة في الأسماء والصفات رأس> وأنهم يثبتون لله تعالى الأسماء الحسنى والصفات العلى على الوجه اللائق به -سبحانه وتعالى- إثباتا بلا تشبيه ولا تمثيل، وينفون عنه النقائص والعيوب، نفيا بلا تحريف ولا تعطيل، علل ذلك المنهج المتوازن بالثناء على الله تعالى، وأنه ليس كمثله شيء في أسمائه وصفاته.
* قوله:
(لأنه سبحانه لا سمي له). أي: لأنه -سبحانه وتعالى- لا نظير يساميه، قال تعالى: رسم>
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا قرآن> رسم> [مريم:65]. آية>
* قوله:
(ولا كفؤ له). أي: لا مكافئ ومماثل له سبحانه في أسمائه التي بلغت الغاية في الحسن، وصفاته التي بلغت الغاية في العلو والسمو، قال تعالى: رسم>
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قرآن> رسم> [الإخلاص: 4]. آية>
* قوله:
(ولا ند له). أي: لا شبيه له -سبحانه وتعالى- قال تعالى: رسم>
فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ قرآن> رسم> [البقرة: 22]. آية>
ومعنى السمي والكفؤ والند متقارب، وهو المثيل والنظير.
* قوله:
(ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى). أي: أنه -سبحانه- لا يقاس بخلقه قياسا يقتضي المساواة بينه وبينهم، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته؛ لأنه قياس مع الفارق العظيم بينه وبينهم، فهو الإله الحق وما سواه عبد له.
وهو الخالق وغيره مخلوق، وهو المتسمي بالأسماء الحسنى، المتصف بالصفات العلى، فلا يجوز قياسه على خلقه رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> [الشورى: 11]. آية>
* قوله:
(فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره). أي: أنه -سبحانه وتعالى- أعلم بذاته وبأسمائه وبصفاته وبأفعاله، وكذلك فهو أعلم بخلقه؛ لأنه هو الذي خلقهم وصورهم ورباهم بنعمه، فكيف لا يكون الأعلم بهم؟! رسم>
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قرآن> رسم> [الملك: 14]. آية> وهو رسم>
عَلَّامُ الْغُيُوبِ قرآن> رسم> [التوبة: 178]. آية> رسم>
وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا قرآن> رسم> [طه: 110]. آية> فعلم الله تعالى شامل وكامل لذاته سبحانه ولخلقه.
فهو أعلم بمراده من أسمائه الحسنى وصفاته العلى التي ذكرها في كتابه الكريم، وذكرها رسوله محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- في سنته المطهرة.
فكأن شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول للمبتدعة: إذا كنتم تعلمون ذلك، فلماذا تتقدمون بين يديه، وتحرفون الكلم عن مواضعه، وتلحدون في أسمائه وآياته، وتمثلون وتشبهون صفاته بصفات خلقه؟!.
* قوله:
(وأصدق قيلا). أي: وهو كذلك سبحانه أصدق من تكلم، وليس بحاجة إلى أن يتكلم بغير الواقع -سبحانه وتعالى- قال تعالى: رسم>
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا قرآن> رسم> [النساء: 122]. آية>
* قوله:
(وأحسن حديثا من خلقه). أي: أن كلامه سبحانه -كذلك- أحسن كلام، وكلامه بلا شك، ولا ريب أحسن من كلام خلقه؛ لأنه هو الذي خلقهم وهو الذي أنطقهم: رسم>
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ قرآن> رسم> [البلد:8 ،9]. آية>
فكلامه أحسن كلام، وأوضح كلام، وأبين كلام، فيجب علينا أن نصدقه سبحانه تصديقا تاما فيما يخبر به عن نفسه أو عن خلقه، فهو سبحانه ذو العلم التام الكامل الشامل بنفسه وبخلقه، وهو أصدق قيلا وأحسن حديثا.
فمن وقع في تحريف أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل في أسماء الله تعالى وصفاته، فإنه لم يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، ولم يتيقن أن الله أعلم بنفسه من خلقه، وأنه أصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه، والعياذ بالله تعالى من ذلك.
مسألة>
-14-