المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
القسم الأول الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
[وقوله: رسم>
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> [المجادلة: 1]. آية> وقوله: رسم>
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ قرآن>
رسم> [آل عمران: 181]. آية> وقوله: رسم>
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قرآن>
رسم> [الزحرف: 80]. آية> رسم>
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> [طه: 46]. آية> رسم>
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى قرآن>
رسم> [العلق: 14]. آية> رسم>
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قرآن>
رسم> [الشعراء: 218- 220]. آية> رسم>
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ قرآن>
رسم> [التوبة: 105]. آية>
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ قرآن>
رسم> .
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا قرآن>
رسم> الآية، وكذلك قوله تعالى في سورة آل عمران: رسم>
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ قرآن>
رسم> ؛ لأن التعبير بسمع في الماضي يدل على أمر قد حصل، فقد سمع الله قول المجادلة، وسمع الله قول الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء.
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا قرآن>
رسم> والمضارع يؤتى به للحال وللاستقبال، والمعنى: أن الله يسمع تحاوركما في الحال، أو يسمع تحاوركما في المستقبل، فهذا صريح في وقوع السمع، ومثله أيضا -بلفظ المضارع- قوله تعالى في سورة طه: رسم>
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> فقد أثبته بلفظ المضارع، وكذلك قوله في سورة الزخرف: رسم>
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قرآن>
رسم> .
وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قرآن>
رسم> فعبر بالمضارع ليدل على وقوعه في المستقبل، وفي الحال، ومثله أيضا قوله تعالى في سورة براءة: رسم>
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ قرآن>
رسم> [التوبة: 105]. آية> هذا في الرؤية في المستقبل، وبالاسم كما في قوله تعالى، في آية المجادلة -في آخرها- رسم>
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> وفي بعض الآيات: رسم>
وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا قرآن>
رسم> وفي بعضها: رسم>
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ قرآن>
رسم> رسم>
وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> فإثبات ذلك بلفظ الاسم يدل على تحقق الصفة، أي: تحقق وصف الله بمقتضى ذلك الاسم؛ لأن الاسم له ثلاث دلالات، هي:
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> [المجادلة: 1]. آية>
وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ قرآن>
رسم> [البقرة: 227]. آية> يعني: يسمع طلاقهم، ويدل على بقية الصفات بالالتزام؛ لأنه إذا كان سميعا استلزم سمعه أن يكون مدركا لما يسمع، واستلزم أن يكون بصيرا، واستلزم أن يكون قادرا وقاهرا لخلقه كلهم وهكذا.
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> .
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا قرآن>
رسم> يعني: في شأن زوجها الذي ظاهر منها، وقال: أنت علي كظهر أمي، رسم>
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ قرآن>
رسم> فراقها لأولادها، لما قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> ما أراك إلا قد حرمت عليه رسم>
فهي تشكو أمرها إليه.
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> فأثبت لنفسه سمعا يدرك به المسموعات، وبصرا يدرك به المرئيات، وقد ورد أن عائشة اسم> -رضي الله عنها- قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله وأنا في ناحية من البيت، ما أسمع ما تقول، فأنزل الله -عز وجل- رسم>
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قرآن>
رسم> فدل ذلك أن الله يدرك بسمعه الأصوات على اختلافها رأس>
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ قرآن>
رسم> [آل عمران: 181]. آية> هذه الآية نزلت في اليهود، عندما نزل قوله تعالى: رسم>
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً قرآن>
رسم> [البقرة: 245]. آية> قالت اليهود: يا محمد اسم> افتقر ربك فسأل عباده القرض؟ فأنزل الله هذه الآية كما روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- لمحمد اسم> سمع الله قولهم هذا لما تكلموا به، لم يخف عليه منهم خافية وسيجازيهم على ذلك.
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قرآن>
رسم> [الزخرف: 80]. آية> هذه الآية نزلت في المشركين، يقول تعالى عنهم: رسم>
أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ قرآن>
رسم> [الزخرف: 79]. آية> ثم قال رسم>
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قرآن>
رسم> أي: بلى نسمع سرهم ونجواهم ولذلك وكلنا بهم رسلا- يعني: ملائكة- يكتبون حسناتهم وسيئاتهم، فلا يخفى علينا شيء من أمرهم وإن استخفوا وتستروا.
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> هذا خطاب من الله لموسى اسم> وهارون اسم> لما أرسلهما إلى فرعون، وأمرهما أن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، وثبتهما الله على ذلك، فقال لهما: رسم>
لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> [طه: 46]. آية> فأثبت بأنه معهما بعلمه وحفظه ويسمع كلامهما لفرعون ويرى مكانهما ومكان فرعون، لا يحجبه عن ذلك شيء، فهو يعلم السر وأخفى، وهذا دليل على سعة علم الله تعالى، فإن سمعه يتسع لجميع الأصوات، وقد كان دعاء عائشة اسم> -رضي الله عنها- الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، وقالت ذلك لما حكت قصة المجادلة، وهي خولة بنت ثعلبة اسم>
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى قرآن>
رسم> [العلق: 14]. آية> وهذه الآية وما بعدها فيها إثبات صفة الرؤية لله تعالى كما ورد في الآية السابقة: رسم>
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> وقد نزلت هذه الآية في أبي جهل -لعنه الله- عندما منع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة بالبيت وبخه الله وتوعده، وقال: ألا يعلم هذا الشقي أن الله يرى جميع الأشياء، ولا يخفى عليه خافية من أمره، حتى يمنع نبيه من عبادته والصلاة في البيت، فأثبت الله في هذه الآية صفة الرؤية لجميع الأشياء.
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قرآن>
رسم> [الشعراء: 218- 220]. آية> يخاطب الله نبيه محمدا اسم> -صلى الله عليه وسلم- بذلك، والمعنى أنه يراك في ظلمة الليل حين تقوم للصلاة، ولو كنت في جوف بيتك، لا يخفى عليه شيء من أمرك رسم>
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قرآن>
رسم> يعني: ويرى تقلبك وتنقلك بين الساجدين- يعني: المصلين- من حال إلى حال، فلو كنت في مسجد مثلا، والمسجد مليء بالمصلين، فالله تعالى يراك ويعلم خافيتك، ويعلم ما في ضميرك: رسم>
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قرآن>
رسم> يعني: أنه يسمع الكلام والقراءة والذكر ونحو ذلك سرا كانت أو جهرا، وهو عليم بذات الصدور، وبما يكنه ويخفيه صدرك.
الَّذِي يَرَاكَ قرآن>
رسم> هو فأثبت تعالى لنفسه البصر الذي يرى به جميع الأشياء.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ قرآن>
رسم> [التوبة: 105]. آية> حث الله عباده على العمل الصالح، وأنهم إذا عملوا فإن الله يراهم، ولا يخفى عليه خافية -من أمرهم- فيجازيهم على ذلك أحسن الجزاء، فرؤية الله عامة في كل زمان .
ورسوله قرآن>
رسم> يعني: عندما يكشف الله له أو يعلمه بذلك، قوله: رسم>
والمؤمنون قرآن>
رسم> يعني: عندما يرونهم يعلمون أعمالهم الظاهرة.
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ قرآن>
رسم> دل ذلك على إثبات الرؤية لله، وأنه سبحانه يرى ببصره جميع الأشياء، ولا تواري منه سماء سماء وأرض أرضا.
الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك متن_ح>
رسم>
.
أن تعبد الله كأنك تراه متن_ح>
رسم> هذه عين المشاهدة، وقوله: رسم>
فإن لم تكن تراه فإنه يراك متن_ح>
رسم> هذه عين المراقبة.