المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
القسم الأول الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
[وقوله: رسم>
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن>
رسم> [ص: 75]. آية> رسم>
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ قرآن>
رسم> [المائدة: 64]. آية> ].
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن>
رسم> ).
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن>
رسم> فيها إثبات أن الله تعالى خص آدم اسم> -عليه السلام- بأنه خلقه بيديه سبحانه، فأثبت الله تعالى لنفسه يدين حقيقيتين على ما يليق بجلاله وكماله، وقد حرف ذلك المعتزلة والأشعرية، فقالوا: المراد خلقته بقدرتي أو خلقته بنعمتي، يعني: أن المراد باليد: القدرة أو النعمة، ويجاب عليهم بجوابين:
لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن>
رسم> [ص: 75]. آية> ولم يقل: بيدنا، بل ذكرها بلفظ التثنية، والله تعالى لا يوصف بأن له قدرتان فقط، فلا يقال: بقدرتينا؛ لأن قدرة الله عامة شاملة ولا تحصر بعدد، وكذلك لا يقال: بنعمتي ؛ لأن نعم الله كثيرة لا تعد، ولا تحصر باثنتين فقط، فدل ذلك على أن المراد بذلك إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى كما يشاء.
لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن>
رسم> يعني: توليت خلقه، وليس المراد إثبات اليد، بل المراد إثبات تولي ذلك والعناية به.
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ قرآن>
رسم> [الذاريات: 47]. آية> فالمراد بذلك: القوة، فليس الأيد جمع يد بل الأيد: هو القوة، وقد استخدمها العرب بذلك كما يقال: فلان له أيد، يعني: قوة، وفلان يملك أيدا، يعني: قوة، ولا يقال: فلان يملك أيديا، كما قال الله تعالى عن داود اسم> -عليه السلام- رسم>
ذَا الْأَيْدِ قرآن>
رسم> أي: ذا القوة في عبادة الله، فليس المراد بالأيد هنا جمع يد، بل المراد بالأيد القوة.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ قرآن>
رسم> [المائدة: 64]. آية> قولهم: يد الله مغلولة، أي: عن النفقة والعطاء، يعني: أنه لا ينفق، والعرب تعبر عن البخل بغل اليد، كما قال تعالى: رسم>
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا قرآن>
رسم> [الإسراء: 29]. آية>
وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ قرآن>
رسم> يعني: لا تزد في النفقة إلى درجة الإسراف، فالمراد بقولهم: رسم>
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ قرآن>
رسم> يعني: عن النفقة، أي: لا ينفق بها -سبحانه وتعالى- فقال تعالى ردا عليهم: رسم>
غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن>
رسم> يعني: مبسوطتان بالعطاء وبالرزق وبالفضل على العباد، فالمقصود ببسط اليد هو: كثرة العطاء وكثرة الإنفاق الذي هو أهله، فدل ذلك على إثبات اليدين لله تعالى كما يليق بجلاله؛ لأن التعبير ببسط اليد، وإن كان المقصود به كثرة النفقة والعطاء، لكنه لا يجوز إطلاقه إلا على من اتصف بهذه الصفة في الأرض.
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا قرآن>
رسم> [يس: 71]. آية> أي: مما خلقنا، فلماذا ذكرها الله بلفظ الجمع أيدينا؟
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ قرآن>
رسم> [الحجر: 9]. آية> فقوله: إنا يعني: الله نفسه، وذلك للتعظيم، فالذي يعظم نفسه، يذكر نفسه بلفظ الجمع، يقول مثلا: ربحنا وخسرنا وأحضرنا وأمرنا وأعطينا، ومنعنا، ونحو ذلك، والضمير يعود على شخص واحد، فكأنه يعظم نفسه، والله -سبحانه وتعالى- أحق بالتعظيم، وبأن يعظم نفسه، فكذلك قوله: رسم>
خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا قرآن>
رسم> أيدينا هنا بلفظ الجمع لأجل التعظيم، جمع اليد وأضافها إلى ضمير الجمع والمقصود هو ذات الله تعالى.
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ قرآن>
رسم> [الملك: 1]. آية> وقوله: رسم>
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قرآن>
رسم> [آل عمران: 26]. آية> والمقصود بها الجنس -جنس اليد- لا العدد، ووردت بلفظ اليمين كما في قوله تعالى: رسم>
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن>
رسم> [الزمر: 67]. آية>
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن>
رسم> [الزمر: 67]. آية> فهذه الأدلة صريحة في إثبات اليد الحقيقية لله -سبحانه وتعالى- وفيها رد على المعتزلة الذين يحرفونها كما يشاءون، فيقولون: إن المراد باليد: القدرة، أو النعمة، أو المراد بذلك: التهويل- تهويل الأمر- وليس هناك أمور حقيقة، وهذا كله من تحريف الكلم عن مواضعه وإضلال الله لهم.
المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين مباركة، الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا متن_ح>
رسم>
.
وكلتا يديه يمين متن_ح>
رسم> من اليمن الذي هو البركة والخير، وكذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
يمين الله ملأى، لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفقه منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه، وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع متن_ح>
رسم>
.
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن>
رسم> [الزمر: 67]. آية> في قبض الله للمخلوقات يوم القيامة، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام- رسم>
يطوي الله السماوات بيمينه ويقبض الأرض بيمينه متن_ح>
رسم>
.
وقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء متن_ح>
رسم>
.
يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون، ثم يطوي الأرضين السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ متن_ح>
رسم>
.