موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
11- إثبات صفة الوجه
11- إثبات صفة الوجه
عدد المشاهدات
()
[وقوله: رسم> وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قرآن> رسم> [الرحمن: 27]. آية> رسم> كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن> رسم> [القصص: 88]. آية>
الشرح* قوله:
(وقوله: رسم> وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قرآن> رسم> ).
هاتان الآيتان دلتا على إثبات الوجه لله تعالى كما يشاء رأس> وقد وردت في القرآن آيات كثيرة فيها إثبات الوجه، كقوله تعالى: رسم>
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ قرآن> رسم> [الأنعام: 52]. آية> وكذلك قوله: رسم>
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ قرآن> رسم> [الكهف: 28]. آية>
أي: يقصدون وجه الله بالرضا، أي: رضا وجهه سبحانه، وقوله سبحانه: رسم>
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ قرآن> رسم> [الإنسان: 9]. آية> أي: ابتغاء رضاه سبحانه.
ورد أيضا في السنة أحاديث كثيرة تثبت الوجه لله تعالى، منها قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن متن_ح> رسم>
وكقوله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: رسم>
حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم>
وقوله: رسم>
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم متن_ح> رسم>
وغيرها من الأحاديث.
فيجب إثبات صفة الوجه لله تعالى كما يشاء الله، وكما يليق بجلاله وكماله، وهي صفة ذاتية أثبتها الله لنفسه ولم يخبرنا بكيفيتها، وإذا أثبتنا الصفة توقفنا عن الكيفية؛ لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومن جملة صفاته: صفة الوجه، فليس وجهه كوجه المخلوقين، بل هو صفة تليق به سبحانه، وقد أنكر المعطلة الوجه لله تعالى، وقالوا: إن المراد بالآيتين المتقدمتين هو بقاء ذاته؛ لأنه يستحيل أن يبقى وجهه وحده بدون ذاته، ونرد عليهم بأنه سبحانه قد أضاف الوجه إليه في كلتا الآيتين رسم>
وَجْهُ رَبِّكَ قرآن> رسم> [ الرحمن: 27]. آية> رسم>
وجهه قرآن> رسم> فدل ذلك على اتصافه بالوجه.
ولكن نقول: إن المقصود ببقاء وجهه هو بقاء ذاته سبحانه، فلا يدعونا ذلك إلى إنكار صفة الوجه وتعطيلها أو تأويلها وتحريفها بأنه الجهة أو الثواب أو نحو ذلك، وكذلك لا يلزم من إثبات الوجه لله تعالى وصفه سبحانه بأن له جسما مكونا من أعضاء وجوارح ونحو ذلك، بل نثبت ذلك لله كما يشاء من غير تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه.
مسألة>
-29-