المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
القسم الأول الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
[ وقوله رسم>
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ قرآن>
رسم> [التوبة:6]. آية> رسم>
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> [البقرة:75]. آية> رسم>
يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ قرآن>
رسم> [الفتح: 15]. آية> رسم>
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ قرآن>
رسم> [الكهف:27]. آية> ].
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قرآن>
رسم> [مريم: 52]. آية> والنداء لا يكون إلا بكلام، وكذلك النجاء والمناجاة لا تكون إلا بكلام مسموع، فإن المنادي ينادي ويرفع صوته.
؟. فأنزل الله قوله تعالى: رسم>
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ قرآن>
رسم> [البقرة: 186]. آية> فمعنى قولهم: أقريب فنناجيه؟، يعني: إذا كان قريبا فإننا نناجيه، يعني: نسأله سرا بيننا وبينه، كالذي يكون بين المتناجيين، وإذا كان بعيدا رفعنا الصوت وناديناه بالدعاء، فأخبر تعالى بأنه قريب، ففرقوا بين النداء والمناجاة، فآيات النداء التي في القرآن بلغت سبعة مواضع أو ثمانية أغلبها في موسى اسم> أن الله ناداه، كقوله: رسم>
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قرآن>
رسم> [الشعراء: 10]. آية> كما في سورة الشعراء، وقوله في سورة مريم: رسم>
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ قرآن>
رسم> [مريم: 52]. آية> وقوله في سورة النازعات: رسم>
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى قرآن>
رسم> [النازعات: 16]. آية> كذلك في آدم اسم> قال تعالى: رسم>
وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ قرآن>
رسم> [الأعراف: 22]. آية> يعني: أن الله ناداهما، أي: آدم اسم> وزوجه، ناداهما فسمعا نداءه، وكلمهما فسمعا كلامه، فالنداء كلام.
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قرآن>
رسم> [القصص: 62]. آية> وقوله: رسم>
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ قرآن>
رسم> [القصص: 65]. آية> هذا في يوم القيامة أخبر بأنه يناديهم، والنداء لا بد أن يكون بكلام مسموع، ويأتينا في الحديث أنه ينادي آدم اسم> بصوت يسمعه آدم اسم> فالنداء من أدلة إثبات صفة الكلام لله تعالى.
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ قرآن>
رسم> ) :
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ قرآن>
رسم> [التوبة: 6]. آية> ومن المعلوم أن الذي يسمع هو هذا القرآن الذي يقرؤه القارئ ويسمعه المستمع، فهو كلام الله، والآية نزلت في تأمين الداخل للاستماع، يعني: إذا أتى أحد من المشركين يريد أن يدخل في البلاد الإسلامية، فأعطه أمنا وأجره وأمنه من الناس أن يعتدوا عليه أو يقتلوه، حتى يدخل، لعله يسمع كلام الله، فمتى سمع كلام الله ربما يلين قلبه، ويهديه الله للإسلام، فهذا ونحوه دليل على أن القرآن كلام الله؛ لأنه هو الذي يسمع وسماه كلامه، وليس كلامه ككلام البشر، نحن نتكلم به ونقرؤه، ولكن تكلم الله به كما شاء، لا أنه مثل تكلمنا به.
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> [البقرة:75]. آية>
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ قرآن>
رسم> [الفتح: 15]. آية>
فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ قرآن>
رسم> [التوبة: 83]. آية>
كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ قرآن>
رسم> فقوله: رسم>
كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ قرآن>
رسم> هو تفسير لقوله: رسم>
كَلَامَ اللَّهِ قرآن>
رسم> .
يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قرآن>
رسم> يعني: يريدون أن يبدلوا ما قاله الله في حقهم وعدم خروجهم، هذا ونحوه دليل على أن الله تعالى تكلم بهذا، وأنه عين كلام الله تعالى.
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ قرآن>
رسم> [الكهف: 27]. آية> ففيها الأمر بتلاوة كتاب الله، والمراد به هذا القرآن، أمر الله بتلاوته، والتلاوة: القراءة، يتلوه، يعني: يقرؤه في تدبر، يقرؤه على الناس، يقرؤه تعبدا؛ لأنه أوحاه الله إليك وأنزله: رسم>
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ قرآن>
رسم> سماه كتابا؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، ولأنه كتب بعد ذلك بالمصاحف، والكتاب: اسم لما يكتب، وأضافه إلى الله ثم قال: لا مبدل لكلماته، يعني: أن ما فيه هو كلام الله، ولا مبدل لكلام الله، وقد تقدم قوله تعالى: رسم>
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قرآن>
رسم> [الأنعام: 115]. آية> فكذلك قوله هنا: رسم>
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ قرآن>
رسم> يعني: لا مغير له، فصرح بأنه كلمات، وبأنه كلام الله.
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قرآن>
رسم> [لقمان: 27]. آية> يعني: لو أن جميع الأشجار؛ ما في الأرض من شجرة، من أول الدنيا إلى آخرها، كانت أقلاما، وأن البحار السبعة كانت حبرا مدادا، فكتب بتلك الأقلام، وكتب بذلك المداد الذي هو سبعة البحار لتكسرت الأقلام قبل أن ينفد كلام الله، ولنفدت البحار قبل أن ينفد كلام الله؛ وذلك لأن كلام الله لا نهاية له، والمخلوق له بداية ونهاية.