المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
القسم الأول الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
[وقوله: رسم>
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ قرآن>
رسم> [النمل: 76]. آية> رسم>
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ قرآن>
رسم> [الأنعام: 92]. آية> رسم>
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قرآن>
رسم> [الحشر: 21]. آية> رسم>
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> رسم>
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ قرآن>
رسم> [النحل: 101، 103]. آية> ] .
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ قرآن>
رسم> ).
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ قرآن>
رسم> [النمل: 76]. آية> بنو إسرائيل كانوا قد اختلفوا في أشياء أثبتها بعضهم ونفاها بعضهم، وحرفوا كثيرا من كتبهم، فجاء القرآن بالقول الفصل والحق والصدق، وبين لهم القول الصحيح في كل ما اختلفوا فيه، فتجد قصة موسى اسم> وقد اختلفوا فيها وقصها الله كما هي، وتجد قصة بني إسرائيل وكثيرا من سيرهم محققة، ليس فيها اختلاف، وإن كانوا قد اختلفوا هم بأنفسهم في كثير من الأشياء، وجاء القرآن بالفصل بينهم، وذكر تلك القصص على ما هي عليه، هذا معنى قوله: رسم>
يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ قرآن>
رسم> .
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> [ص: 29]. آية>
لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ قرآن>
رسم> وإذا أمرنا بالتذكر تذكرنا رسم>
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> وأولو الألباب: هم أصحاب العقول النافعة لا العقول المعيشية الدنيوية، فإنهم لا يتعقلونه بل يعرضون عنه، فيستبدلون به ما سواه، وما هو ضده، من اللهو واللغو والباطل ونحو ذلك.
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قرآن>
رسم> [الحشر:21]. آية> ففيها أنه منزل؛ لأن الله ذكر أنه منزل بقوله: رسم>
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ قرآن>
رسم> [الشعراء: 193، 194]. آية> يقول: لو أنه أنزل على جبال لخشعت الجبال، فلماذا لا تخشع هذه القلوب؟ لماذا لا تخشع قلوبكم، وقد خوطبت بهذا القرآن العظيم؟ فالجبال لو أنها مكلفة ونزل عليها هذا القرآن العظيم، لرأيت الجبل منه خاشعا:
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قرآن>
رسم> يعني: من شدة خوفه، إذا كان هذا شأن الجبل مع كونه جمادا أصم شامخا، ومع ذلك هذا فعله، فإنك بطريق الأولى أن تكون خاشعا منصدع القلب من خشية الله، فإن من تأمله وقرأه بحضور قلب، حمله ذلك على أن يخشع، وعلى أن يخشى الله، ومن آثار خشيته: أن يخشع قلبه ويخشع بدنه.
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قرآن>
رسم> فذكر أنه هو الذي نزله، وأنه أعلم به، وأنه قد ينسخ منه بعض الآيات، ويأتي ببعض بدلا منها، وهذا معنى: رسم>
بَدَّلْنَا آيَةً قرآن>
رسم> أي: نسخناها وأتينا ببدلها، كقوله تعالى: رسم>
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا قرآن>
رسم> [البقرة: 106]. آية>
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> فذكر أنه منزل، والله أعلم بما ينزل، ولكنهم عندما تنسخ آية يتهمون الرسول بأنه افترى الأول والآخر، ويقولون: إنما آت مفتر فيرد الله عليهم: رسم>
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قُلْ نَزَّلَهُ قرآن>
رسم> صرح بأنه منزل رسم>
رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ قرآن>
رسم> [النحل: 102]. آية> روح القدس يعني: جبريل اسم> نزل به (من ربك) يعني: نزله من الله الذي هو ربك وربه رسم>
بالحق قرآن>
رسم> يعني: مشتملا على الحق، وفائدته: رسم>
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ قرآن>
رسم> تثبيت وهدى وبشرى خاصة بالمسلمين.
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ قرآن>
رسم> يعني: علم الله وسمع أنهم يتكلمون في الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويتهمونه بأنه تلقاه من إنسان، فقالوا: رسم>
إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ قرآن>
رسم> وكان عندهم رجل يهودي أو نصراني بمكة، وكانوا يقولون: إنه الذي لقن محمدا اسم> هذا القرآن مع أن ذلك النصراني لم يكن عربيا، فقال الله تعالى: رسم>
لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ قرآن>
رسم> يلحدون أي: يميلون إليه، ويدعون أنه الذي تلقى عنه محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- هذا القرآن لسانه أعجمي، وأما محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- فلسانه عربي، فلهذا قال: رسم>
وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ قرآن>
رسم> [النحل: 103]. آية> فكيف يزعمون أنه تلقاه من ذلك الأعجمي، فهذا دليل على أنه منزل من الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.