(والقدم)- في رواية- (والرجل) صفة ذات، نؤمن بها كما يشاء الله ونثبتها، وقد أنكرها المبتدعة وأهل الكلام، واستعظموا إثباتها على أهل السنة. وقالوا: إن في إثباتها إثبات حدوث، وإثبات تجسيم، وإثبات تحديد، وتركيب، وتشبيه، وما أشبه ذلك من مقالاتهم المبتدعة. ويجاب عن ذلك كله : بأنا مُتبعون لا مبتدعون، وبأنا نقف حيث وقفت الأدلة، ولا نتكلف التأويل، أما المبتدعة من معتزلة وأشعرية ونحوهم فسلكوا في ذلك مسالك عجيبة، في تأويل هذا الحديث. فقال بعضهم : يضع فيها قدمه، يعني ما قدمه لها من الخلق، معناه : حتى يضع فيها من حكم في القِدَم بأنه من أهلها، ونفوا أن يكون القدم صفة من صفات الله رأس> وقالوا: إضافته إلى الله إضافة خلق، يضع فيها قدمه يعني خلقه القديمين، أو خلقه الذين قدم وقرر وقدر أنهم من أهلها. وهذا تأويل بعيد، وتحريف للكلم عن ظاهره، ثم جاءتهم رواية رجله ، فسلكوا فيها أيضا ذلك المسلك العجيب وقالوا: الرجل: الجماعة من الناس، واستدلوا بقول العرب: جاءتنا رجل من جراد، يعني جماعة. فيقولون : الرجل الخلق، رجله: يعني خلقه، أو الجماعة التي خلقهم من الناس، وجعلوا الإضافة أيضًا إضافة خلق. وقال بعضهم : إن المراد برجله هنا: كوكب يقال له: رجل، وبعضهم قال: إنه ملك من حملة العرش.