المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
الدين والإيمان قول وعمل
[ وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله: الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرون الشمس صحوا رأس> ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته.
ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان متن_ح>
رسم>
ويخبر صلى الله عليه وسلم رسم>
أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر، لا يضامون في رؤيته متن_ح>
رسم>
؛ يعني لا يلحقهم ضيم في رؤيته.
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي قرآن>
رسم> يعني لا تقدر على رؤيتي رسم>
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا قرآن>
رسم> [الأعراف: 143 ] آية> فأخبره بأن الجبل ما صمد لرؤيته وهو جبل شامخ أصم عظيم، بل اندك لهيبة الله تعالى لما تجلى فكيف بالإنسان الضعيف؟
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ قرآن>
رسم> [ المطففين: 15 ] آية> يعني الكفار، وهذا دليل على أن المؤمنين غير محجوبين.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رسم>
يقول الله تعالى: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ومن كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة، فيأتيهم ربهم في صورة غير الصورة التي رأوه فيها فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فيكشف عن ساق، فإذا رأوه عرفوه فخروا سجدا إلا من كان منافقا فلا يقدر على السجود متن_ح>
رسم> يقول الله تعالى: رسم>
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ قرآن>
رسم> [ القلم:42، 43 ] آية> فأخبر بأنه عندما يتجلى الله لهم ويكشف عن ساق يسجد كل المؤمنون ويخرون لله سجدا.
إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، فإن استطعتم ألا تُغْلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا متن_ح>
رسم>
يعني على صلاة الفجر وصلاة العصر، إذا استطعتم ألا تغلبكم النفس على هاتين الصلاتين، فحافظوا عليهما، فإن فيهما وقت النظر إلى الله تعالى في الآخرة.
فيوم الجمعة كما له فضل عظيم في الدنيا فكذلك فضله في الآخرة عظيم، وهذا مع أنه ليس في الآخرة نهار ولا ليل، فيزور فيه المؤمنون ربهم، ويتجلى لهم، وإذا تجلى لهم نسوا ما كانوا فيه من النعيم فلا يلتفتون إلى شيء من نعيمهم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، وذلك غاية سرورهم وغاية بهجتهم، وكمال نعيمهم.
جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن متن_ح>
رسم>
. فأخبر بأنه متى كشف رداء الكبرياء عن وجهه نظروا إليه كما يشاء، فيقويهم ويزيدهم قوة يثبتون بها لرؤية الله تعالى.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قرآن>
رسم> [القيامة: 22، 23] آية> يعني معاينة إلي ربها، فتلك الوجوه صارت بالنظر إلى الله مبتهجة مسرورة نضرة فرحة مستبشرة، وذلك تمام نعيمها.