المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
الدين والإيمان قول وعمل
[ فصل: وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمان بما أخبر الله به في كتابه، وتواتر عن رسوله، وأجمع عليه سلف الأمة؛ من أنه سبحانه فوق سمواته على عرشه، عَلِيٌّ على خلقه، وهو سبحانه معهم أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون؛ كما جمع بين ذلك في قوله: رسم>
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> [ الحديد: 4 ]. آية>
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ قرآن>
رسم> [الأنعام : 18] آية> ووصف نفسه بالعلو في قوله: رسم>
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قرآن>
رسم> [الأعلى:1 ] آية> رسم>
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ قرآن>
رسم> [ البقرة :255 ] آية> فيؤمن أهل السنة بعلو الله تعالى ، أنه عَلِيٌّ قهرًا أي عال عليهم قاهر لهم ، وعَلِيٌّ قدرًا : أي قدره أعلى من قدر المخلوقات ، وعَلِيٌّ بالذات : أي هو فوقهم بذاته.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ قرآن>
رسم> [البقرة: 186 ] آية> فنؤمن بفوقيته وعلوه، ونؤمن بمعيته وقربه، ونؤمن بأن هذا لا ينافي هذا.
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن>
رسم> [الحديد: 4 ] آية> هذا هو العلو، فالاستواء هو العلو. رسم>
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قرآن>
رسم> [ الحديد: 4] آية> هذا هو القرب، يعني هو معكم، مطلع عليكم، عالم بكم، مُراقب لكم، يراكم ويسمعكم، ولا تخفى عليه منكم خافية، فهذا هو القرب والمعية، جمع الله بينهما في هذه الآية.
وَهُوَ مَعَكُمْ قرآن>
رسم> أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق): أي أن قوله : رسم>
وَهُوَ مَعَكُمْ قرآن>
رسم> ليس معناه أن الله مختلط بالخلق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا:
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قرآن>
رسم> [ الحديد: 4] آية> وفي قوله: رسم>
وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ قرآن>
رسم> [ النساء: 108] آية> وفي قوله: رسم>
وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ قرآن>
رسم> [ المجادلة: 7 ] آية> هذه المعية العامة التي مقتضاها العلم والاطلاع.
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ قرآن>
رسم> [ العنكبوت: 69 ] آية> وفي قوله : رسم>
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ قرآن>
رسم> [ النحل: 128] آية> وقوله: رسم>
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> [ طه: 46 ] آية> وقوله: رسم>
إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا قرآن>
رسم> [ التوبة: 40] آية> ونحو ذلك.
يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ قرآن>
رسم> [ النحل: 50 ] آية> فكل مسلم إذا دعا الله فإن قلبه يتوجه إلى فوق، لا يلتفت يمينا ولا يسارا، وذلك دليل على أن هذه فطرة لا يستطيعون مخالفتها.
وَهُوَ مَعَكُمْ قرآن>
رسم> [ الحديد: 4] آية> أنه مختلط بالخلق، أو ظن قوله تعالى: رسم>
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ قرآن>
رسم> [الملك: 16 ] آية> أن السماء تظله فتكون كالظل عليه، أو تقله يعني تحمله فيكون معتمدًا على شيء من مخلوقاته أو محتاجًا إليه، والله تعالى غني عن ذلك، هذا ظن خاطئ بل معنى قوله: ( في السماء ) أي فوق السماء، أو أنه في جهة العلو كما يشاء، فهو غني عن العرش وعما دون العرش وعن السماوات كلها، وهو الذي يمسكها، يقول الله تعالى: رسم>
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ قرآن>
رسم> [فاطر: 41 ] آية> لولا إمساك الله تعالى لهذه السماوات ولهذه الأرض ولهذه الأفلاك لاضطربت وزالت، قال الله تعالى: رسم>
وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ قرآن>
رسم> [الحج: 165 ] آية> فيمسكها أن تقع على الأرض إلا إذا شاء.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ قرآن>
رسم> [ الروم: 25 ] آية> يعني من آياته كونها مستمسكة قائمة، كل في فلك يسبحون، ليس فيها اضطراب ولا اختلاف؛ ذلك من آيات الله الكونية، فكيف مع ذلك يكون محتاجًا إلى شيء من مخلوقاته، أو أن شيئا منها يحمله أو يُقله أو يُظله أو ما أشبه ذلك.
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن>
رسم> [ الزمر: 67 ] آية> يقول ابن عباس اسم> ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم
.