المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
الدين والإيمان قول وعمل
[ وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره، فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا اسم> صلي الله عليه وسلم.
أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة متن_ح>
رسم>
وفي حديث عنه أنه قال: رسم>
هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي متن_ح>
رسم>
؛ صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة.
لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة متن_ح>
رسم>
.
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ قرآن>
رسم> [ النساء: 59] آية> يعني إلى الكتاب والسنة، وكذلك قوله : رسم>
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ قرآن>
رسم> [ النساء: 65 ]. آية>
ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأخبر أن الفرقة الناجية هم أهل الجماعة متن_ح>
رسم>
وفي رواية: رسم>
من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي متن_ح>
رسم>
فأهل السنة فرقة واحدة من تلك الفرق أما الفرق الأخرى المنحرفة فقد قيل: إنهم فرق أمة الدعوة، وقيل: إنهم فرق أمة الإجابة.
هم الجماعة متن_ح>
رسم> وبقوله: رسم>
من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي متن_ح>
رسم> فدل ذلك على أن الطائفة الناجية هم المتمسكون بالسنة، سواء كثروا أم قلوا، فقد تكثر هذه الطائفة في بعض الأزمنة وتقل في بعض حتى يكونوا أفرادا، وحتى يصبحوا غرباء بين الناس كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء متن_ح>
رسم>
قيل: ومن الغرباء؟ قال: رسم>
الفرارون بدينهم من الفتن متن_ح>
رسم>
وفي رواية: رسم>
الذين يصلحون عند فساد الناس متن_ح>
رسم>
وفي رواية: رسم>
الذين يُصلحون ما أفسد الناس في سنتي متن_ح>
رسم>
وفي رواية: رسم>
هم النُّزَّاع من القبائل متن_ح>
رسم>
أي يكون أفراد القبيلة كلهم منحرفين وعصاة إلا واحد أو اثنان في كل قبيلة.
فطوبى للغرباء متن_ح>
رسم> ونقل رحمه الله في ذلك آثارًا كعادته.
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا قرآن>
رسم> [النساء: 69]. آية>
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ قرآن>
رسم> [الحديد: 19] آية> فالصديقون: هم المبالغون في التصديق، ورئيسهم أبو بكر اسم> رضي الله عنه، وكل الصحابة غالبا من أهل التصديق البالغ، كذلك الشهداء: ينطبق أيضا عليهم أنهم من الشهداء الذين يستشهدهم الله تعالى ويشهدهم على خلقه كما في قوله تعالى: رسم>
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ قرآن>
رسم> [البقرة: 143]. آية>
وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ قرآن>
رسم> [الشورى: 32] آية> يعني كالجبال، فجعل الله هؤلاء العلماء يقتدى بهم في المسائل وفي السنة. | وإن صخرا لتأتم الهداة به | كأنـه علـم فـي رأسـه نار |
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متن_ح>
رسم>
. يعني القرن الأول الذين هم الصحابة رضوان الله عليهم، والقرن الثاني وهم التابعون، والقرن الثالث وهم تابعو التابعين الذين رأوا التابعين، فهؤلاء هم أهل العلم والعمل، وبعدهم كثر الافتراق وتفرقت الأمة، وتشعبت إلى شعب كثيرة، فإذا أهل السنة حقا هم الذين تمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وساروا على نهجهم.
لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك متن_ح>
رسم>
هذه الفرقة هي أهل السنة وأهل الجماعة، هي الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، جعلهم فرقة لكثرة من خالفهم، ويعتبرون فرقة وجماعة واحدة، ولو كانوا متباعدين، قد يكون بعضهم في هذه البلاد، وبعضهم في بلاد أخرى بعيدة، لكن لما كان معتقدهم واحدا، أصبحوا طائفة واحدة، ولا يلزم أن تكون الطائفة مجتمعة في بقعة أو مكان، بل هم طائفة ولو تفرقوا.
المرء مع من أحب متن_ح>
رسم>
.