المكتبة النصية
العقيدة
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
الدين والإيمان قول وعمل
[والصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم ؛ فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم]
.
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قرآن>
رسم> [مريم: 71] آية> قيل: إن ورود الناس كلهم يتمثل في مرورهم على هذا الصراط.
وذلك في أثناء هذا العبور، فيمر الناس على هذا الصراط على قدر أعمالهم في الدنيا، وعلى قدر تمسكهم بالصراط المستقيم في الدنيا، فإن هنا صراطا مستقيما في الدنيا وصراطا مستقيما في الآخرة، إلا أن صراط الدنيا معنوي، وصراط الآخرة حسي، فالذي يتمسك بالصراط المعنوي، يوفق للسير والسلوك على الصراط الحسي.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ قرآن>
رسم> [الفاتحة: 6] آية> وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله: رسم>
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ قرآن>
رسم> [الأنعام: 153] آية> تقدم في الآيات إرشادات وأوامر ذكر الله تعالى أن هذه الإرشادات من الصراط الذي أمر الله الناس بأن يسلكوه فقال: رسم>
وَأَنَّ هَذَا قرآن>
رسم> يعني هذه الإرشادات وهذه الأوامر التي أولها قول الله تعالى: رسم>
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا قرآن>
رسم> [الأنعام: 151] آية> إلخ الآيات.
وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا قرآن>
رسم> [الأنعام: 152] آية> وهذا هو الأمر التاسع ثم الأمر العاشر قوله: رسم>
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ قرآن>
رسم> [الأنعام: 153]. آية>
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا قرآن>
رسم> [النساء: 69]. آية>
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ قرآن>
رسم> [الفاتحة: 17] آية> فالذي يسلك طريق هؤلاء، ويعمل بأعمالهم، ويتبع إرشاداتهم، ويسير على نهجهم، ويقتفي سنة الأنبياء والخلفاء الراشدين والصحابة المهديين والشهداء الصالحين، وسلف الأمة وأئمتها المهديين، ويسلك طريقهم سواء في الأعمال أو في الاعتقادات، فهذا من الذين اهتدوا وساروا على هذا الصراط المعنوي، فإذا وفق العبد لهذا الصراط وتجنب طريق أهل الغضب وأهل الضلال؛ فإنه يسير في الآخرة على الصراط الحسي سيرا مستقيما، لكن على قدر تمسك الناس.
صححها بعض العلماء، وكذلك وصفه بأنه أحر من الجمر قد رواه بعض العلماء.
وأي شيء كالبرق: قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين متن_ح>
رسم>
فلا تراه قد ظهر إلا ويختفي في لحظة وفي طرفة عين.
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ قرآن>
رسم> [الحديد: 13] آية> وذلك أنها تقسم عليه الأنوار، فإذا ساروا قليلا؛ انطفأت أنوار المنافقين وقالوا للمؤمنين: أعطونا قبسًا من نوركم، فإذا قالوا ذلك قالوا لهم: ارجعوا حيث قسمت الأنوار اطلبوا نورا لكم، فيسير المؤمنون على هذا الصراط على قدر أنوارهم التي أعطوها.
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا قرآن>
رسم> [التحريم: 8] آية> وذلك عندما يرون نور المنافقين قد انطفأ يدعون الله بقولهم: رسم>
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا قرآن>
رسم> فمنهم من يكون نوره كالجبل يضيء له مد بصره بحيث لا يخفى عليه شيء مما أمامه، ومنهم من يكون دون ذلك، حتى ورد في بعض الأحاديث أن منهم من نوره على رأس إبهامه؛ ينطفئ ساعة ويتقد أخرى، فإذا اتقد قدم رجله، وإذا انطفأ وقف. فسرعة سيرهم وبطؤه وقوة أنوارهم وضعفها، يرجع إلى أعمالهم في الدنيا.
ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم متن_ح>
رسم> فلا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعواهم اللهم سلم سلم، ويقول: رسم>
وعلى جنبتي الصراط كلاليب مثل شوك السعدان، تخطف من أمرت بخطفه، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش ومكردس في النار متن_ح>
رسم>
.