موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الاغتسال في الحمام
الاغتسال في الحمام
عدد المشاهدات
()
قوله: [وفي الحمام إن أمن الوقوع في المحرم] نص عليه. لما روي عن ابن عباس اسم> أنه دخل حماما كان بالجحفة. وعن أبي ذر اسم> نعم البيت الحمام يذهب الدرن، ويذكر بالنار.
[فإن خيف كره] خشية المحظور. وروى ابن أبي شيبة اسم> في مصنفه عن علي اسم> و ابن عمر اسم> - رضي الله عنهما- رسم> بئس البيت الحمام يبدي العورة، ويذهب الحياء رسم> .
[وإن غيم حرم] لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
الشرح: الحمام هو البيت الذي يكون في جوف الأرض، وفيه ماء حار، وهو يكثر في البلاد الباردة كالشام ونحوه، وكان في الزمن الأول يكون مظلما، جث لا يوجد فيه هواء، توقد معه السرج، فيبقى شديد الظلمة، فكانوا يكشفون فيه العورات، وكثيرا ما يجتمع فيه العراة، فلذلك كرهه كثير من السلف؛ لأن كشف العورة أمام الناس حرام، وكذا النظر إلى عورات غيره، وهذا هو المحرم الذي ذكره صاحب المتن، أي أنه يباح الاغتسال في الحمام رأس> إذا أمن الوقوع في فاحشة الزنا واللواط، فإذا أمن من مثل هذه المحرمات جاز دخوله، لما فيه من إزالة الأوساخ، وتنشيط البدن، والخدمة الحسنة، فقد روى ابن أبي شيبة اسم> في المصنف
عن ابن عباس اسم> أنه دخل حمام الجحفة، أي التي هي ميقات أهل الشام، وكأن هذا الحمام عمله أهل الشام لأنهم اعتادوا الحمامات للاغتسال في بلادهم، فعملوا هذا الحمام في ميقاتهم للإحرام، وقد زال أثره الآن، وأقيم في الميقات مراحيض ودورات مياه نظيفة لمن أراد الإحرام منها.
وروى ابن أبي شيبة اسم> أيضا
عن أبي الدرداء اسم> أنه كان يدخل الحمام ويقول: نعم البيت الحمام، يذهب الضبية- يعني الوسخ- ويذكر بالنار، ثم روى عن أبي هريرة اسم> نحوه.
وروى قبل ذلك بباب عن الحسن اسم> و ابن سيرين اسم> أنهما كانا يكرهان دخول الحمام، وعن ابن عمر اسم> قال: لا تدخل الحمام فإنه مما أحدثوا من النعيم، وعن علي اسم> قال: بئس البيت الحمام.
وروى عبد الرزاق اسم>
عن ابن عمر اسم> أنه كان لا يدخل الحمام ولا يطلي، ثم روى عنه وقيل له: مالك لا تدخل الحمام؟ فقال: إني أكره أن أرى عورة غيري.
وفي الباب آثار عن الصحابة وغيرهم.
أما إن علم أنه يقع لا المحرم كالفواحش، فلا يجوز دخوله، بل يحرم عليه الدخول الذي هو وسيلة إلى النظر إلى العورات، أو لمس ما لا يحل له، والوسائل لها أحكام المقاصد.
ثم إن اسم الحمام في هذه الأزمنة قد غلب على دورات المياه التي هي داخل البيوت، فصار الناس لا يعرفون اسم الحمام إلا هذه الدورات، واسمها في الأصل الكنف، والمراحيض، وبيوت الخلاء، لكن غلب عليها اسم الحمامات وأنه يقتحم فيها، أي يغتسل فيها، ويوجد بها السخانات الكهربائية، فتغني عن الحمامات القديمة.
مسألة>
-163-