موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ترجمة مؤلف (منار السبيل) الشيخ ابن ضويان -رحمه الله-
ترجمة مؤلف (منار السبيل) الشيخ ابن ضويان -رحمه الله-
عدد المشاهدات
()
هو العالم الجليل والفرضي الشهير المؤرخ الورع الزاهد الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم آل ضويان اسم> من آل زهير، تنحدر من قبيلة بني صخر من قحطان اسم>
وُلِدَ هذا العالم الجليل بمدينة الرس اسم> من أعمال القصيم اسم> سنة (1275 هـ)، ونشأ نشأة حسنة، وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة.
ومن أبرز مشايخه: الشيخ صالح القرناس اسم> فقد لازمه زمنا طويلا، وكان يستنيبه على قضاء الرس اسم> حينما تولى الشيخ صالح اسم> على قضاء بريدة اسم> و عنيزة اسم> فقام عنه بالنيابة في الرس اسم> وسُدد في أقضيته فكان مثالا في العدالة والنزاهة، ورحل إلى عنيزة اسم> ولازم علماءها زمنا، ثم صار يرتادها بعدُ إلى آخر حياته.
ومن أشهر مشايخه: العلامة الشيخ علي بن محمد الراشد اسم> و عبد العزيز بن محمد بن مانع اسم> وهما من قضاة عنيزة اسم> وذلك سنة 1298 هـ، وفي سنة 1303 هـ توفي شيخه علي، فرثاه بلامية تبلغ اثني عشر بيتا، ولازم عبد العزيز المانع اسم> حتى مات عام 1307 هـ فرثاه بمرثية يائية قوية.
وبعد وفاة ابن مانع اسم> رحل إلى بريدة اسم> فقرأ على علمائها، ومن أشهر مشايخه محمد العبد الله بن سليم اسم> فقد لازمه زمنا، كما قرأ على علي السالم الجليدان اسم> بعنيزة اسم> وجه سنة، وكان يحضر حلقات الجد صالح العثمان اسم> القاضي كلها إذا كان بعنيزة اسم> ويستشكل في حلقة القراءة ويسترشد منه، وكان من خواصه، وكثيرا ما يستضيفه -رحمهما الله- فيعتبره أحد مشائخه، وجدَّ في الطلب حتى أدرك في الفقه والتوحيد والفرائض والحديث إدراكا تاما أهَّله للقضاء والفُتيا، وله اليد الطولى في الأدب والتاريخ ومرجع في الأنساب، وله إلمام في بقية العلوم كالعربية والتفسير، وله مخطوطات كثيرة جدا، وكان قليل ذات اليد، وكانت الكتابة مهنة له يتعيش منها، ومعظم كتب الفقه والوعظ تجدها بقلمه الحسن الواضح النيِّر.
جلس للطلبة في الرس اسم> فالتف إلى حلقته عدد كثير، ومن أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد اسم> رئيس هيئة التمييز بالرياض اسم> والشيخ صالح الجارد اسم> والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد اسم> قاضي رنيه اسم> و الرس اسم> و الخرمة اسم> وابنه الشيخ عبد الله البراهيم الضويان اسم> و منصور الضلعان اسم> في آخرين، ولقد خط المصحف كما حدثني الشيخ صالح الجارد اسم> اثنتي عشرة مرة، وخط شرح الزاد أربع نسخ، وخط شرحه (منار السبيل) نسختين إحداهما فيها ضرب بكثير وهي الأولى، أخذها مني مدير المعارف الشيخ محمد العبد العزيز بن مانع اسم> حينما زارنا بعنيزة اسم> وذلك عام 73 هـ وطبع الكتاب عليها؛ لأنها مصححة ومنقحة، وخط التبصرة نسختين، وزاد المعاد، ونونية ابن القيم اسم> مرارا، وتاريخه، وشرح المنتهى، والكافي نسختين، إحداهما في مخطوطات شيخنا عبد الرحمن السعدي اسم> والأخرى عند محمد بن رشيد اسم> قاضي رنيه اسم> وفيها خروم، وخط فتح المجيد، والجلالين، والاختيارات، فهذا مما أشرفت عليه ومما حدثني عنه من أثق به، وبالجملة فهو الأول من الخطاطين في القصيم اسم> الذين أفنوا أعمارهم في الكتابة.
كان مستقيم الديانة ومن قوام الليل وصوام النهار، وآية في التواضع وحسن الخلق، مرحا للجليس لا يعرف الغضب في وجهه، زاهدا في الدنيا راغبا فيما عند الله من الأجر والثواب، يحب إصلاح ذات البين ولو بأن يغرم من ماله مع قلة ذات يده، وعزيز النفس حازما في كل شؤونه، وقام بتأليف شرح على دليل الطالب جمع فيه بين المسائل بدلائلها، فهو يفوق التغلبي من حيث إيراده الأدلة، وإن كان التغلبي يفوقه بأشياء كثيرة لا تخفى على من قرأها.
وله كتاب سمَّاه: (رفع النقاب عن تراجم الأصحاب) ويوجد الأول منه والثاني في بعض مكتبات الخارج، ويقول الأستاذ عبد الله بن محمد بن رشيد اسم> إنه من مخطوطاتنا، وقد ترجم لعلماء الحنابلة ابتدأ التراجم من الإمام أحمد بن حنبل اسم>
وله حاشية على مخطوطته (شرح الزاد) أكثر فيها النقول عن مشائخه وعن الأصحاب، وله رسالة في تاريخ نجد وما جرى فيها من حوادث، ابتدأ الرسالة من عام 750 هـ إلى سنة 1319 هـ كرؤوس الأقلام، وكراستين في أنساب نجد اسم> وعنده خزانة ملأى بالمخطوطات النفيسة جمعها من علماء القصيم اسم> وبعضها بقلمه، وكان يقرض الشعر بمهارة تامة، فرثى مشايخه علي المحمد اسم> و عبد العزيز المانع اسم> والجد صالح العثمان اسم> القاضي بمراث قوية، وفي سنة 1350 هـ فقد بصره، فصبر واحتسب الأجر، ولم تزل الأمراض تنتابه من فقدان بصره إلى وفاته، ففي ليلة عيد الفطر من سنة 1353 هـ توفاه الله فجأة بسكتة قلبية، فصُلي عليه بعد صلاة العيد، وخرج الناس مع جنازته وحزنوا لفقده لما له من مكانة مرموقة بينهم، ولما كان يتمتع به من أخلاق خلدت ذكراه، وخلف ابنيه عبد الله اسم> و محمد البراهيم اسم> فأما عبد الله اسم> فتوفي سنة 1358 هـ، وهو ساجد بسكتة قلبية كأبيه، وأما محمد اسم> فتوفي في الرس اسم> وقد انتصب إماما بالمسجد المعروف بالرس اسم> باسم مسجد الضويان إلى وفاته، فرحمة الله عليهم أجمعين.
مسألة>
-3-