س: رجل يريد أن يفتح مستوصفا طبيا يخدم من خلاله مجتمعه رأس> ويعود عليه بالفائدة المالية، فبماذا توجهونه؟
سؤال> ج: لا شك أن المستشفيات والمستوصفات والعيادات قد أصبحت في هذه الأزمنة من شبه الضروريات، لكن أكثر الذين يتولون تأسيس التجارية يغلب عليهم قصد الدنيا ومتاعها والمصلحة الشخصية من وراء المرضى، فيهمه أن يحصل على الأجرة وإن لم يشف المريض، فننصح أهل هذه المستوصفات أن يخلصوا في عملهم، وأن يبذلوا جهدهم في علاج المرضى بما يكون له الأثر في إزالة الشكوى أو تخفيفها، ويكون ذلك باستجلاب الأطباء الحاذقين العارفين بعلاج كل داء، وأهل التخصص الحاذقين في العمل، وأهل النصح والإخلاص للمسلمين، وأن يقوم المدراء عليهم بالتوجيه والإرشاد والمتابعة والمراقبة، ثم بتشجيع أهل النصيحة والجد والنشاط، ورفع مكانتهم ومنحهم الجوائز التي تناسبهم، وإبعاد أهل الكسل والغش والمقاصد العاجلة، ولا شك أن ذلك مما يجلب له سمعة حسنة وشهرة بين الناس مما يسبب الإقبال عليه والترغيب في العلاج والثقة به، وهو وإن كان مقصدا دنيويا، لكنه يحصل مع قصد الخير ونفع المسلمين، ولقد شوهد الكفرة والنصارى ونحوهم يخلصون في أعمالهم ويصدقون في مواعيدهم، وينجزون ما تقبلوه في أسرع وقت؛ ليجلبوا لهم شهرة وسمعة طيبة، فنحن المسلمون أولى بالإخلاص والصدق والوفاء. والله أعلم.