المكتبة النصية
العقيدة
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
مسألة: بعض أحاديث الصفات
أدلة مثبتي الاستواء والرد على المنكرين
وقوله:
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قرآن>
رسم> [ الأنبياء:23 ] آية> وقال تعالى : رسم>
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ قرآن>
رسم> [ القمر:49 ] آية> وقال تعالى : رسم>
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قرآن>
رسم> [ الفرقان:2 ] آية> وقال تعالى: رسم>
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا قرآن>
رسم> [ الحديد:22 ] آية> وقال تعالى: رسم>
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) قرآن>
رسم> [ الأنعام:125 ] آية> . )
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ قرآن>
رسم> هذه في العلم السابق ، ومعناه: أن كل شيء له زمان، وله وقت لا يتجاوزه ولا يتعداه ولا يتغير عن ما هو عليه، فإذا قدر الله تعالى أن هذا الإنسان يولد له كذا فلا بد أن يتحقق ذلك الذي قدره الله وأراده ؛ ولو حصل ما حصل من العوائق ، وكذلك إذا قدر الله أن هذا لا يولد له فإنه لا يولد له ولو فعل ما فعل ، وإذا قدر الله أن هذا لا يولد له حتى يفعل السبب الفلاني فإنه يتوقف أن يولد له على فعله ذلك السبب، وقد علم الله أنه يفعله في آخر الأمر أو نحو ذلك.
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا قرآن>
رسم> ( الأنعام:59 ) آية> فعلم ذلك وحدوده داخل في هذه الآية: رسم>
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ قرآن>
رسم> ( القمر:49 ) آية> ؛أي: بمقدار وزمان ، محدد أوله وآخره.
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قرآن>
رسم> ( الفرقان:2 ) آية> أي: قدر زمان الذي خلقه، خلق الذراري وقدر أعمالهم وآجالهم، فإذا حملت المرأة أرسل الله إليه الملك فيكتب أجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ورزقه حلال أو حرام، وهو في بطن أمه، ولكن هذه كتابة خاصة ، وكذلك أيضا جميع ما يحدث داخلٌ في هذه الآية رسم>
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قرآن>
رسم> أي حدده وحدد قدرته، وقوته ومبدأه ومنتهاه وما يصير إليه.
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قرآن>
رسم> ( الأنبياء:23 ) آية> فهذا القضاء الذي هو العلم السابق، وكذلك القدرة على الأفعال؛ لأنه يفعل الأشياء ولا يسأل عن الحكمة فيها.
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قرآن>
رسم> ( الأنبياء:23 ) آية> يدخل في هذه الآية جميع ما أوجده، سواءً من المخلوقات ذوات الأرواح أو من النباتات أو من الأفعال، ولا يقال: لماذا أمر الله بكذا؟ ولماذا حرم كذا؟ ولماذا أوجب كذا؟ كل هذا لا يجوز: رسم>
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قرآن>
رسم> .
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا قرآن>
رسم> ( الأنعام:125 ) آية> فهذه الآية في الإرادة الكونية فإن الإرادة كما ذكرنا نوعان: إرادة كونية وإرادة شرعية، فالمعنى أن من أراد الله كونًا وقدرًا أن يهديه فإنه يشرح صدره للإسلام، ويكون قلبه منبسطًا إليه، راغبًا فيه، محبًّا له، مقبلا عليه، متقبلا له، يرغب فيه ويحبه ويألفه، ويستحسن أفعاله وشرائعه، ويرى كل ما فيه حقًّا ومطابقًا وصدقًا ليس فيه شيء لا فائدة فيه ولا أهمية له، فيقبل على الإسلام ويتقبله، فهذا الذي أراد الله به خيرًا.
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ قرآن>
رسم> ( الزمر:22 ) آية> وأخبر بذلك عن نبيه رسم>
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قرآن>
رسم> ( الشرح:1 ) آية> والشرح هنا ليس هو الشق ، ولكنه شرح الانبساط ، بمعنى: أن قلبه يصير مقبلا على الإسلام ، ويصير صدره متسعًا لتعاليم الإسلام، كأن صدره واسعٌ غاية السعة لأجل ما منّ الله عليه بهذه الهداية .
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ قرآن>
رسم> ( الأنعام:125 ) آية> أي: من أراد الله إضلاله وحال بينه وبين الهداية فإنه يجعل صدره ضيقًا، وليس المراد الضيق الحسي ، فإنك إذا رأيت اثنين أحدهما أراد الله أن يشرح صدره، والآخر لم يرد به خيرا بل أراد الله أن يضله، لا تفرق بينهما ظاهرًا ، فضيق الصدر هنا ضيق معنوي، بمعنى: أنه لا يتسع صدره للتعاليم الدينية ولا يحبها ولا يتقبلها ولا يركن إليها ؛ وإذا أخبر بها ضاق بها ذرعا وأبغضها ومقتها واحتقرها، وابتعد عنها واستثقلها كأنها جبال تحمل عليه ؛ هذا من قضاء الله الذي قدر عليه ، كذا جعل صدره ضيقا حرجا ، والحرج هو الشدة والألم.