موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
من الأدلة ما يكون يوم القيامة عند البعث يحشرون حفاةً عراةً غرلا بهما
من الأدلة ما يكون يوم القيامة عند البعث يحشرون حفاةً عراةً غرلا بهما
عدد المشاهدات
()
ولما رأى النار فقال : رسم> إني آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ قرآن> رسم> ( القصص:29 ) رسم> فلما جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قرآن> رسم> ( النمل:8 ) يعني: سمع نداء الله رسم> أن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ قرآن> رسم> ( القصص:30-31 ) هل تقول الشجرة هذا الكلام الذي ذكره الله تعالى : رسم> إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي قرآن> رسم> ( طه:12-14 ) رسم> يا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَأَلْقِ عَصَاكَ قرآن> رسم> ( النمل:9-10 ) ؟! هذا كلام لا يقوله إلا الرب سبحانه الذي ناداه.
وقوله: وقال عبد الله بن مسعود اسم> رضي الله عنه: رسم> إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء رسم> روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح: يكفينا أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في كتاب التوحيد في باب قوله تعالى: رسم>
حتى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قرآن> رسم> ( سبأ:23 ) حديث النواس بن سمعان اسم> رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
إذا أراد الله أن يوحي بالأمر، تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة -أو قال: رعدة شديدة- خوفًا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سُجَّدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله متن_ح> رسم> - وهذا صريح في أنه يكلمه الله من وحيه بما يشاء- رسم> فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله رسم> . وفي هذا دليل واضح على أن موسى اسم> وجبريل اسم> - عليهما السلام - كلا منهما سمع كلام الله، ولا بد أن يكون المسموع مفهوما لكل من سمعه.
وقوله: وروى عبد الله بن أنيس اسم> عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رسم>
يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غُرلا بهما ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديان متن_ح> رسم>
رواه الأئمة واستشهد به البخاري اسم> حديث>
شرح: وهذا أيضا من الأدلة؛ وهو مما يكون في يوم القيامة، عندما يبعثون من قبورهم يحشرون حفاةً عراةً غرلا بهما - كما في بعض الروايات - ( حفاة ) أي: غير منتعلين؛ ليس عليهم أحذية ، ( عراة ) أي: ليس عليهم أكسية؛ عراة الأجساد، ( غرلاً ) أي: الرجال منهم غير مختَّنين؛ أي: أنهم كما بدأ خلقهم، وكما خرجوا إلى الدنيا يكون خلقهم كاملاً، يعود إليهم ما أزيل عنهم من تلك القُلْفة التي تقطع من مذاكيرهم في الصغر، فيكونون غرلاً.
( بُهْمًا ) قيل: إن معناه أنهم يغلب عليهم السواد من شدة الحر ومن العرق ونحوه، البُهْم: هو السواد، ومنه الكلب البهيم، وقيل: إن معناه أنهم لا يتكلمون كالبهائم، ولهذا قال في آية أخرى: رسم>
فلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا قرآن> رسم> ( طه:108 ) يعني: أنهم شاخصة أبصارهم كما في قوله تعالى رسم>
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ قرآن> رسم> ( إبراهيم: 43 ) وقد ذكر في هذا الحديث أنهم إذا حُشروا يسمعون نداء الله تعالى، ينادي بنداء يسمعه من قّرُب كما يسمعه من بَعُد، يخبرهم بأنه ربهم ، وبأنه سوف يحاسبهم، وقد ورد في حديث آخر : رسم>
فينادي آدم بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار متن_ح> رسم> . فهذا ونحوه دليل واضح على أن كلام الله تعالى مسموع، يسمعه من بَعُد ويسمعه من قَرُب.
وقوله: وفي بعض الآثار أن موسى اسم> عليه السلام ليلة رأى النار؛ فهالته ففزع منها، فناداه ربه: يا موسى اسم> ؛ فأجاب سريعًا استئناسًا بالصوت ، فقال: لبيك لبيك، أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك وأمامك، وعن يمينك، وعن شمالك -فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى- قال: كذلك أنت يا إلهي، أفكلامك أسمع أم كلام رسولك ؟ قال: بل كلامي يا موسى اسم>
شرح: هذا من الآثار الإسرائيلية التي تروى للاستئناس لا للاستدلال بها ، وقد قال عليه السلام : رسم>
لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: ' آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم' متن_ح> رسم> ( العنكبوت:46 ) آية> الآية
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : رسم>
حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ... متن_ح> رسم> الحديث
فهذا الأثر فيه: أن موسى اسم> لما أتى إلى الشجرة ناداه مناد، فقال: لبيك ... -إلى -. فعند ذلك سأل: أكلامك أسمع أم كلام رسولك ؟ قال: بل كلامي يا موسى اسم> .
وأما قوله: ( أنا فوقك، وأمامك، وعن يمينك، وعن شمالك.. ) فإنه يذكره بقربه، يعني: إني قريب منك، وإني أراك، وأنك لا تخفى عليّ. ولا ينافي ذلك صفة العلو والفوقية، حيث إنه أراد بذلك القرب والمعية، وعدم الغيبوبة عنه، أي: أنا عندك، وأنا قريب منك ولا يخفى علي من أمرك شيء، وبكل حال فهذا دليل على أن الله تعالى تكلم، وأنه أسمع كلامه لمن شاء، ومنهم موسى اسم> عليه السلام.
مسألة>
-46-