المكتبة النصية
العقيدة
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
وقد اختلف في الموزون ما هو رأس> ؟، ويمكن أن يعم الوزن جميع ما ورد:
, فالصلاة عرض ومع ذلك يكون لها هذا الجرم، وكذلك الصيام يكون له جرم يوزن، وكذلك بقية الأعمال يجعلها الله تعالى أجراماً، وهكذا أيضا الذي له جرم مثل الصدقات ، ورد أن الله تعالى يربيها كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله، يربي الصدقة ولو كانت يسيرة قليلة حتى تكون مثل الجبل، ثم بعد ذلك توزن وتثقل أو تخف بحسب نية صاحبها.
, فهذا دليل على أن الأعمال التي تكتب في الصحف توزن ؛ أي: توزن تلك الصحف، وأن الثقل والخفة بحسب صحة العمل وبحسب الإخلاص فيه ، وكما في الحديث الذي فيه قول الله تعالى لموسى اسم> رسم> لو أن السموات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله رسم>
وهذا في حق من أخلص توحيده، ونطق بهذه الكلمة عن إخلاص وصدق ويقين.
فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا قرآن>
رسم> ( الكهف:105 ) آية> أي: لا يكون لهم وزن معتبر، أو إذا وزنوا فإنهم يخفون ولا يكون لهم ثقل في الميزان ، وفي حديث في سيرة عبد الله بن مسعود اسم> ؛ أنه صعد مرة على شجرة أراك يقطع منها سواكًا، فعجب الصحابة من دقة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
إنهما في الميزان أثقل من جبل أحد متن_ح>
رسم>
فأفاد بأن الإنسان يوزن، وأنه يثقل بحسب إيمانه, وورد قوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة متن_ح>
رسم>
يعني: أنه لما لم يكن له قدر ولم يكن له عمل صالح خف ميزانه فلم يساو وزن جناح البعوضة, وبكل حال: لا مانع من أن يوزن العامل، وتوزن الصحف، وتجسد الأعمال فتوزن، ويكون الجميع مما يوزن ، ليظهر عدل الله - تعالى - بين عباده رسم>
وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا قرآن>
رسم> ( الكهف:49 ) آية> .