موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
شرعية الإحرام من المواقيت المكانية
شرعية الإحرام من المواقيت المكانية
عدد المشاهدات
()
القسم الثاني: مواقيت مكانية: رأس>
أما المواقيت المكانية فإنها التي حددها وقدرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته، فثبت في الصحيح عن ابن عباس اسم> وابن عمر اسم> -رضي الله عنهم- رسم>
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقَّت لأهل المدينة اسم> ذا الحليفة اسم> ولأهل الشام اسم> الجحفة اسم> ولأهل نجد اسم> قرنا، ولأهل اليمن اسم> يلملم اسم> قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمُهله من حيث أنشأ، حتى أهل مكة اسم> يهلون من مكة اسم> متن_ح> رسم>
هذه هي المواقيت المفروضة، والتي تسمى بالمواقيت المكانية.
وسبب شرعيتها وشرعية الإحرام منها، أن هذا المكان المقدس الذي هو البيت العتيق اسم> له مكانته وشرفه وفضيلته وحرمته، فإذا أقبل الناس إليه ودفعهم الشوق إلى تلك المشاعر، وقربوا منه، شرع لهم أن يظهروا بصفة يتميزون بها عن غيرهم، فيعرفهم غيرهم بأنهم من الوافدين إلى هذا البيت اسم> فشرع لهم لباس خاص يتميزون به قبل أن يصلوا مكة اسم> بمسافة، وشرع لهم شعارٌ خاصٌ وهو التلبية، وكان ذلك دليل إجابتهم.
لقد شرع الحج على لسان إبراهيم اسم> بقوله: رسم>
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ قرآن> رسم> (سورة الحج، الآية: 27)، كما روى ذلك ابن جرير اسم> وابن عباس اسم> ومجاهد اسم> في تفسير هذه الآية من سورة الحج، فقد أمره الله أن ينادي فقال: يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا. فأسمع الله من في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فجاءوا من كل فج عميق، رافعين أصواتهم يُهِلُّون بالتلبية، لبيك اللهم لبيك، أي: نحن مجيبون لك أيها الداعي، فكان من حكمة الله أن جعل لهذا البيت اسم> أماكن نائية بعض الشيء إذا وصل إليها المسلم قاصدا مكة اسم> فإنه يعمل عملا يتسم ويتميز به عن غيره، تدل على إجابته للنداء، وتعظيمه لشعائر الله: رسم>
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ قرآن> رسم> آية> (سورة الحج، الآية: 32) .
ولا شك أن تعظيم تلك المشاعر تعظيم لله الذي أمر عباده بالتعبد فيها، لا لأنها أماكن ولا لأنها بنايات أو مقامات، ولكن يعظمونها بأمر الله، وهم يذكرون الله فيها، ويقرؤون كلامه، ويركعون ويسجدون، ويخضعون له ويذلون ويتواضعون، وهم منيبون إليه.
مسألة>
-12-