موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
عجائب صغار المخلوقات تدل على عظمة الله
عجائب صغار المخلوقات تدل على عظمة الله
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
وكذلك أيضًا صغار المخلوقات فيها أيضًا عجائب لا يدركها إلا الذي خلقها، لو تأملنا مثلًا في خلق هذه البعوضة؛ الناموسة التي هي من أصغر ما نشاهده من المخلوقات هذه البعوضة لها عينان تبصر بهما أقوى بصرًا من الإنسان بحيث إنها تبصر مسام الجلد المسام التي يخرج منها العرق؛ ولذلك تنزل عليها لدقتها وتغرس فيها هذا المنقار الذي هو أشبه بالحربة تغرسها ثم تصل إلى الدم، وتمتص منه شبيه بخرطوم أكبر المخلوقات التي نشاهدها وهو خرطوم الفيل لها خرطوم شبيه بخرطومه تغرسه. من الذي علمها أن هذا المكان الرقيق هو الذي يمكن أن يخرقه خرطومها؟ لها أرجل، ولها أيدي، ولها أمعاء تصرف فيها ذلك الطعام الذي تمتصه. فالذي خلقها على هذه الصغر وجعل فيها هذه الأعضاء قادر على أن يخلق كل شيء ولا يعجزه شيء.
إذا عرفنا عظمة هذه المخلوقات التي أخبر الله تعالى عنها، وفصلت في الأحاديث وفي الآثار فإن عظمتها تدل على عظمة الخالق؛ الخالق لكل شيء و رسم>
الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قرآن> رسم> يعني هدى كل مخلوق إلى ما يصلح حالته، وجعل لكل مخلوق رزقًا يقتات به، وسخر لكل منها ما تبقى معه حياته.
ومع ذلك فإنه سبحانه رقيب على عباده: رسم>
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا قرآن> رسم> أي: مراقب لهم عالم بأحوالهم وصف نفسه بالعلم في قوله تعالى: رسم>
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا قرآن> رسم> ورقة من أوراق الأشجار التي هي على وجه الأرض ما تسقط من ورقة إلا يعلم متى تسقط وسبب سقوطها رسم>
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ قرآن> رسم> حبة ولا أصغر شيء يدركه البصر رسم>
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قرآن> رسم> .
مسألة>
-124-