المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
...............................................................................
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ قرآن>
رسم> ومثل قوله تعالى: رسم>
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا قرآن>
رسم> ومثل قوله: رسم>
أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ قرآن>
رسم> رسم>
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا قرآن>
رسم> وقوله: رسم>
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قرآن>
رسم> رسم>
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ قرآن>
رسم> ونحو ذلك من الأدلة الكثيرة، وذلك لأن النظر في هذه الآيات الكونية يعطي العاقل معرفة وإيمانا قويا بعظمة الخالق سبحانه وبأهليته لأنْ يُعبد وحده.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ قرآن>
رسم> فإنه ذكر ست آيات عظيمة إذا تأمل الإنسان فيها أو في بعضها عرف قدرة من أنشأها؛ ولهذا لما تكلم عليها ابن كثير اسم> رحمه الله قال بعد ذلك: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة وأنشد قول ابن المعتز: اسم> | فيا عجبـا كيف يعصـى الإلـه | أم كــيف يجحـده الجـاحد |
| وفـي كـل شـيء لـه آيـة | تـدل علــى أنــه واحـد |
| وللــه فــي كـل تحريكـة | وتســكينة أبــدا شــاهد |
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ قرآن>
رسم> أي: من العلامات التي نصبها لعباده ليستدلوا بها على قدرته، وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ قرآن>
رسم> أي: تبشر بالخير وتبشر بالمطر والرزق، وإلى آخر الآية، وكذلك قوله: رسم>
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ قرآن>
رسم> رسم>
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا قرآن>
رسم> رسم>
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن>
رسم> إلى آخر الآيات التي يذكر الله أن هذه من آياته، فتأملوا فيها وتفكروا فيها؛ لتأخذوا منها عبرة وموعظة عظيمة. فإن من تأملها تعجب كيف أن الذي صنعها أحكمها وأتقنها وأعطاها كل ما تحتاج إليه رسم>
الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قرآن>
رسم> .
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قرآن>
رسم> تكلم على الآيات التي بعدها؛ لأنه يتكلم على أقسام القرآن وصل إلى قوله تعالى: رسم>
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ قرآن>
رسم> ثم إنه رحمه الله أطال الكلام على قوله: رسم>
وَفِي أَنْفُسِكُمْ قرآن>
رسم> فاستغرق أكثر من مائة صفحة أو مائة وخمسين صفحة في كتابه الذي سماه: التبيان في أقسام القرآن، وقد أفاض رحمه الله بكلام عجيب في وظائف أعضاء الإنسان، وبيان وظيفة كل عضو من مفرق رأسه إلى إبهاميه مما يدل على أنه رحمه الله قد أعطاه الله تعالى قوة فكر، وقوة معرفة.
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ قرآن>
رسم> وأن الذي خلقه هو الذي خلق جميع هذا الكون بأجمعه، وأن المخلوقين كلهم لا يقدرون على شيء من ذلك؛ ولذلك يقول الله تعالى: رسم>
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ قرآن>
رسم> الذباب هذه الحشرة المستقذرة الصغيرة الحقيرة لو اجتمع الخلق أن يخلقوا مثل هذا الذباب يعني: يركبوا مفاصله ويركبوا أعضاءه ويركبوا أجنحته، وينفخوا فيه الروح حتى يتحرك وحتى يطير وحتى يأكل ويتغذى؛ لن يستطيعوا ذلك لأن الذي خلقه هو خالق الكون كله.
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ قرآن>
رسم> يعني: هذه الجبال التي أرساها حتى لا تضطرب بكم ولا تتحرك ثم يقول بعد ذلك: رسم>
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ قرآن>
رسم> هذا هو خلق الله الذي أبدع هذا الكون وحده. أروني ماذا خلق الذين من دونه؟ هل خلقوا شيئا مثل خلق الله؟
ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا بُرة أو ليخلقوا شعيرة متن_ح>
رسم> هذا على وجه التحدي أي أنهم لا يقدرون على أن يخلقوا ذرة. من أصغر المخلوقات هذه الحشرة الصغيرة، لا يقدرون أن يخلقوها وينفخوا فيها الروح، ويجعلوا فيها أيديها ورجليها وأعضاءها الداخلية مثلا، وسمعها وبصرها وبطنها وعروقها، ونحو ذلك. فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا برة أو ليخلقوا شعيرة. يعني هل يقدرون أن يخلقوا هذه الشعيرة التي ينبتها الله تعالى، ويجعل عليها هذا الغلاف هذه الأغلفة التي تكسوها وتحيط بها بحيث أنها تكون مثل الطبيعية بحيث إنها إذا بذرت نبتت، وأنبتت سنبلها، وكذلك البرة، ولو صوروا مثلها لكن لا يقدرون على أن يخلقوا مثل البرة التي خلقها الله يقول الله تعالى: رسم>
إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى قرآن>
رسم> فالق الحب: حب الحنطة.