المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
ذكر شأن ربنا تبارك وتعالى وأمره وقضائه
...............................................................................
أن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام متن_ح>
رسم> أي بالسير المعروف متى تقطع هذه المسافة خمسمائة عام ليس عام ولا عشرة أعوام ولا مائة عام خمس. لا شك أن هذا دليل على عظمتها حيث رداها. كذلك كثف هذه السماوات أي جرمها كل سماء جرمها، وكثفها خمسمائة عام.
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن>
رسم> أخبر بأن الأرض قبضته يقبضها كما يشاء، وأن السماوات مطويات في يوم القيامة بيمينه أي: كما يشاء.
أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ متن_ح>
رسم> وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك ويذكر تمجيد الرب تعالى لنفسه حتى قالوا: أساقط به؟ يعني: المنبر جعل يرتجف به المنبر حيث إنه يذكر عظمة الله سبحانه وتعالى. قد ذكر الله تعالى أنه خلق هذه المخلوقات العلوية كما يشاء أنه خلقها كما شاء وأنها مسخرة مذللةٌ بأمره كما في قول الله تعالى: رسم>
فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> أي: بعدما عرفتم عظمته سبحانه وتعالى، وأخبر تعالى بخلق هذه المخلوقات في مثل قوله تعالى: رسم>
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا قرآن>
رسم> بعدما ذكر خلق الأرض في يومين، وقدر فيها أقواتها وأرزاقها في أربعة أيام سواء للسائلين.
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ قرآن>
رسم> أي أن المخلوقات كلها جمادها ومتحركها كلها طائعة لعظمة الله طائعة له أتينا طائعين. أي: لا نعصي ولا نتأخر. كذلك قد أخبر تعالى بأنه بديع السماوات والأرض لمّا ذكر توحيده سبحانه وأنه هو الواحد الأحد وردَّ على الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى بقوله: رسم>
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ قرآن>
رسم> وخلقهم أي: هو الذي خلقهم رسم>
وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ قرآن>
رسم> أي: ابتدعوا له بنين وبنات سبحانه وتعالى عما يشركون، ابتدعوا ذلك نزه نفسه عن أن يكون له ولد، وأن تكون له صاحبة أي: زوجة رسم>
مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا قرآن>
رسم> .
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قرآن>
رسم> كل شيء عالم بكل شيء وهو بكل شيء عليم ووحد نفسه بقوله: رسم>
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قرآن>
رسم> ونحو ذلك من الآيات. إذا تأمل المسلم القرآن وتأمل هذه الأحاديث وما أشبهها عظم ربه بقلبه ولم يتخذ في قلبه من يستحق التعظيم إلا الله.