موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ذكر العرش والكرسي وعلو الرب تبارك وتعالى فوق عرشه وما ورد في وصف العرش والكرسي
ذكر العرش والكرسي وعلو الرب تبارك وتعالى فوق عرشه وما ورد في وصف العرش والكرسي
عدد المشاهدات
()
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: ذكر عرش الرب تبارك، وتعالى، وكرسيه وعظم خلقهما، وعلو الرب تبارك وتعالى فوق عرشه.
قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي اسم> قال: قرئ على بحر بن نصر اسم> قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي اسم> قال: حدثنا بحر بن نصر اسم> قال: حدثنا أسد بن موسى اسم> قال: حدثنا يوسف بن زياد اسم> عن أبي إياس اسم> ابن بنت وهب بن منبه اسم> عن وهب بن منبه اسم> رحمه الله تعالى قال: إن الله تبارك وتعالى خلق العرش من نوره والكرسي بالعرش ملتصق، والماء كله في جوف الكرسي، والماء على الريح، ومناكب الملائكة الذين يحملون العرش ناشبة بالعرش وحول العرش أربعة أنهار؛ نهر من نور يتلألأ، ونهر من نار تلظى، ونهر من ثلج أبيض تلتمع منه الأبصار، ونهر من ماء والملائكة قيام في تلك الأنهار يسبِّحون الله تعالى وللعرش ألسنة بعدد ألسنة الخلق كلهم بأضعاف فهو يسبح الله تعالى ويذكره بتلك الألسنة.
وقال وهب بن منبه اسم> عن كعب اسم> إن حول العرش سبعين ألف صف من الملائكة صفا خلف صف يدورون حول العرش الليل والنهار، يقبل هؤلاء ويدبر هؤلاء، وإذا استقبل بعضهم بعضا هلل هؤلاء وكبر هؤلاء، ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام أيديهم إلى أعناقهم قد وضعوا على عواتقهم، وإذا سمعوا تهليل أولئك وتكبيرهم رفعوا أصواتهم وقالوا: سبحانك وبحمدك أنت الذي لا إله إلا أنت الأكبر ذخر الخلائق كلهم، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة قد وضعوا اليد اليمنى على اليد اليسرى على نحورهم، من رءوسهم إلى أقدامهم شعر ووبر وزغب ريش ليس فيها شعرة ولا وفرة ولا زغبة ولا ريشة ولا مفصل ولا قصبة ولا عظم ولا عظمة ولا جلد ولا لحم إلا، وهو يسبح الله ويحمده بلون من التسبيح، والتحميد لا يسبحه الآخر وما بين حاجبي الملك مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة أربعمائة عام، وما بين كتفي أحدهما مسيرة خمسمائة عام، وما بين ركبتي أحدهما مثل ذلك، ومن قدمه إلى كعبيه مسيرة قدر خمسمائة عام، وما بين ركبتيه إلى كعبيه مسيرة مائتي عام، وما بين فخذه إلى أضلاع جنبيه مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين ضلعين من أضلاعه مسيرة مائتي عام، وما بين كفيه إلى مرفقه مسيرة مائتي عام، وما بين مرفقه إلى منكبه مسيرة مائة عام، وما بين مرفقيه إلى منكبه مسيرة ثلاثمائة عام، وكفاه لو أذن الله تبارك وتعالى أن يأخذ بإحداهما جبال الأرض كلها فعل، وبالأخرى أرض الدنيا كلها فعل.
قال: حدثنا عبد الله بن عبد الملك الطويل اسم> و محمد بن أحمد بن عمرو اسم> قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخراساني اسم> قال: حدثنا عبد الله بن مصعب اسم> عن حبيب بن أبي حبيب اسم> عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم اسم> عن مقاتل بن حيان اسم> عن الضحاك اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رسم> لما أراد الله عز وجل أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء، غلظها كغلظة سبع سماوات وسبع أرضين وما فيهن وما بينهن، ثم دعاها فلما أن سمعت كلام الله عز وجل ذابت الياقوتة فرقا حتى صارت ماءا فهو مرتعد من مخافة الله عز وجل إلى يوم القيامة، وكذلك إذا نظرت إليه راكدا أو جاريا يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار من مخافة الله الى يوم القيامة. ثم خلق الريح فوضع الماء على الريح ثم خلق العرش فوضع العرش على الماء. فذلك قوله تعالى: رسم>
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا قرآن> رسم> فلا يدرى كم لبث عرش الرب عز وجل على الماء، ثم كان خلق العرش قبل الكرسي بألفي عام فخلقه وله ألف لسان يسبح الله بكل لسان ألف لون من التسبيح، والتحميد فكتب في قبالة عرشه: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي و محمد اسم> عبدي ورسولي فمن آمن برسلي وصدق بوعدي أدخلته الجنة، ثم خلق الكرسي فالكرسي أعظم من سبع سماوات، وسبع أرضين، وإن العرش أعظم من الكرسي كالكرسي من كل شيء، وإن الكرسي من تحت العرش كمربض عنز في جميع سبع سماوات وسبع أرضين من تحت العرش كحلقة صغيرة من حلق الدرع في أرض فيحاء رسم> .
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق اسم> و الحسن بن ناصح اسم> قالا: حدثنا يحيى بن أبي بكير اسم> حدثنا إسرائيل اسم> عن أبي إسحاق اسم> عن عبد الله بن خليفة اسم> عن عمر بن الخطاب اسم> رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن أدخل الجنة قال: فعظم الرب تبارك وتعالى فقال: رسم>
إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل إذا ركب من ثقله ما يفضل منه أربع أصابع متن_ح> رسم> .
قال أخبرنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر اسم> قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى اسم> قال: حدثنا محمد بن ثور اسم> عن قتادة اسم> في قوله عز وجل: رسم>
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ قرآن> رسم> قال: من عظمة الله عز وجل جلاله.
قال أخبرنا محمود الواسطي اسم> قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم اسم> قال: حدثنا عبيد الله اسم> قال: حدثنا إسرائيل اسم> قال: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار اسم> قال: حدثنا مسروق بن المرزبان اسم> أخبرنا ابن أبي زائدة اسم> جميعا عن السدي اسم> عن أبي مالك اسم> رسم>
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قرآن> رسم> قال: على الصخرة التي تحت الأرض ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك لكل واحد منهم أربعة وجوه، وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور وهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسماوات ورءوسهم تحت العرش والكرسي تحت العرش والله عز وجل على الكرسي.
قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطي اسم> قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم اسم> قال: حدثنا إسحاق بن منصور اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق اسم> عن أبيه عن عمار الدهني اسم> عم مسلم البطين اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: إن الكرسي الذي وسع السماوات والأرض لموضع القدمين، وما يقدر قدر العرش إلا الذي خلقه، وإن السماوات في خلق الرحمن تبارك وتعالى مثل قبة في صحراء.
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا محمد بن المثنى اسم> قال: حدثنا معاذ بن هاشم اسم> قال: حدثني أبي عن قتادة اسم> عن كثير بن أبي كثير اسم> عن أبي عياض اسم> عن عبد الله بن عمرو بن العاص اسم> رضي الله عنهما قال: إن العرش مطوق بحية، والوحي ينزل في السلاسل.
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا محمد بن المثنى اسم> قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم اسم> قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق اسم> عن يعقوب بن عتبة اسم> عن المغيرة اسم> و جبير بن محمد بن جبير بن مطعم اسم> عن أبيه عن جده جبير بن مطعم اسم> رضي الله عنهم قال:
رسم>
أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس، وضاع العيال، وهلكت الأموال فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله عز وجل ونستشفع بالله عليك، فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في أصحابه، ثم قال: ويحك تدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته، وأرضه هكذا مثل القبة، وإنه يئط به أطيط الرحل بالراكب متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا أبو كريب اسم> قال: حدثنا محمد بن خازم اسم> قال: حدثنا الأعمش اسم> عن أبي نصر اسم> عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم>
ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه يعني علمه متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أحمد بن يونس اسم> قال: حدثنا محاضر اسم> عن الأعمش اسم> عن عمرو بن مرة اسم> عن أبي نصر اسم> عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام، وكثف الثانية مثل ذلك وما بين كل أرضين مثل ذلك رسم> ثم ذكر معناه.
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته اسم> قال: حدثنا عثمان بن سعيد الأنماطي اسم> قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتكي اسم> قال: حدثنا أبو جعفر الرازي اسم> عن قتادة اسم> عن الحسن اسم> عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه قال: رسم>
كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذه؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هذه العنانة هذه روايا الأرض يسوقها الله عز وجل إلى أهل بلد لا يعبدونه ولا يشكرونه هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك موجا مكفوفا، وسقفا محفوظا هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال فإن فوق ذلك سماء أخرى، ثم قال هل تدرون كم بينهما؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش فهل تدرون كم بينهما؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإن بين ذلك كما بين السماءين أو كما قال، ثم قال: هل تدرون ما هذه؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن هذه الأرض فهل تدرون ما تحتها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين بين كل أرض مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: والذي نفسي بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله تبارك وتعالى، ثم قال: رسم> هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قرآن> رسم> متن_ح>
رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا عبيد بن آدم اسم> حدثنا أبي قال: حدثنا شيبان اسم> قال: حدثنا قتادة اسم> عن الحسن اسم> عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه قال: رسم> بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه رسم> فذكر نحوه.
وهذه الآثار تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وأنه لا يحيط به خلقه كما قال تعالى: رسم>
وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا قرآن> رسم> أي: لا تحيط به علومهم ولا تعرف كنه ذاته، ولا كيفية صفاته، ولا ما أخفاه عنهم من كيفية خلقه للمخلوقات وإبداعه لها، ونعرف أن بعض هذه الآثار تنقل عن الإسرائيليات فإن وهب بن منبه اسم> وكذلك كعب الأحبار اسم> يعتمدون فيما ينقلونه على كتب بني إسرائيل، وقد ورد في الحديث رسم>
إذا حدثكم بنو إسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بما أنزل إلينا، وما أنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون متن_ح> رسم> أي: لا تردوا عليهم وتقولوا: هذا كذب محض مخافة أن يكون حقًّا فتكذبون به وهو حق، ولا تصدقوا ما جاءوا به مخافة أن يكون كذبًا لا أصل له فتصدقون بما هو كذب، وقد قسم العلماء الآثار التي تروى عن كعب اسم> و وهب اسم> ونحوهما إلى ثلاثة أقسام:
قسم يشهد شرعنا بكذبه فهذا نرده ولا نقبله.
وقسم يشهد بصدقه وبموافقته فهذا نقبله، ونصدقه، ونعمل به، ونعتقده؛ وإن كنا أيضًا في غنى عنه بما جاء في كتابنا.
وقسم نتوقف فيه، وهو الذي لا يدل دليل على صدقه أو على كذبه، ومع ذلك فإنا إذا رأينا مثل هذه الآثار الطويلة التي فيها هذه الأخبار الغريبة نتوقف في تصديقها، ونشك في أحقيتها، ومع ذلك فإن الله تعالى قد أخبر بعظمة ذاته وأخبر بعظمة مخلوقاته، وجاءت الأحاديث الصحيحة بما يدل على ذلك .
مسألة>
-85-