موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
عدم تحمل المخلوقات رؤية الله
عدم تحمل المخلوقات رؤية الله
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
في بعض الروايات أنه ما تجلى من ذاته سبحانه للجبل إلا الشيء القليل حتى قُدِّر بأنملة. تجلى من ذاته وكشف من ذاته للجبل هذا القدر القليل؛ فاندك الجبل من أثر هيبته، وعظمته، ونوره. فهذا في هذه الحياة الدنيا. أنه لو كشف هذا النور لاحترق ما يصل إليه نوره من خلقه، وقد ذكر في هذه الآثار أن هذه الحجب منها حجاب من نور، وحجاب من نار، وغيرها من الحجب. وهذه الحجب التي احتجب الله تعالى بها من النور، بمعنى أنها تمنع الأنظار أن تصل إليه .
في صحيح مسلم اسم> عن أبي ذر اسم> أنه قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: رسم>
نور أنى أراه متن_ح> رسم> أي: لا يمكن أني أراه لما دونه من النور أو بما احتجب به من النور، وفي رواية: رسم>
رأيت نورًا متن_ح> رسم> أي: رأى النور، ولكن لا يدل على أنه رأى ذات الرب تعالى، فإنه سبحانه من عظمته لا يبرز لشيء في الدنيا إلا اندك، واضمحل كما حصل ذلك للجبل. ومعلوم أيضًا أن هذه الحجب مخلوقة ومع ذلك هذه عظمتها.
الحجاب الواحد سمكه مسيرة خمسمائة سنة فكيف بسبعين حجابًا، وكيف بسبعين ألفًا من الحجب، خلقها الله تعالى.
أين تلك الحجب؟ وأين تصل إليه؟ وقد ذكر الله تعالى أن نور السماوات والأرض من نوره. قرأ بعضهم قول الله تعالى: رسم>
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> فقال. قرأها: الله نوَّرَ السماوات والأرض، ولكن القراءة المشهورة: رسم>
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> ؛ يعنى أن ما في السماوات وما في الأرض من النور فإنه من نور الله الذي خلقه. سمى الله تعالى القمر نورًا، وكذلك الشمس سماها أيضًا نورًا وضياء. والذي خلق بها هذا النور فهو مخلوق من جملة الأنوار. مع ذلك هذه الشمس التي هي مخلوقة لا يستطيع أحدنا أن ينظر إليها، إذا حدق نظره إليها أصابه شعاع من شعاعها تأثر تأثيرًا على بصره.
مسألة>
-131-