المكتبة النصية
العقيدة
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
...............................................................................
فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ قرآن>
رسم> ثم قال: رسم>
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ قرآن>
رسم> يعني: الأرض لها حدود؛ ومع ذلك يمكن أن تقطع, -يعني: دورتها أن تقطع- في عشرين سنة, أو في أربعين سنة؛ ومع ذلك فإن بُعد ما بيننا وما بين السماء خمسمائة, يعني: ليست عشرين سنة, ولا ثلاثين سنة ولا مائة؛ بل خمسمائة سنة بالسير المعتاد, ماذا تكون هذه المسافة؟ لا شك أنها مسافة عظيمة, وأنها بعيدة, وهكذا -أيضًا- ما بين كل سماء إلى سماء خمسمائة سنة كما ورد ذلك في أحاديث.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قرآن>
رسم> هكذا أمرهم بأن يستدلوا على أنه الذي جعل الأرض فراشا, والسماء بناء. الأرض فرشها, وجعلها فراشا يتقلب عليه الناس؛ يتقلب عليه الخلق, ويتنقلون عليه من مكان لمكان, والسماء جعلها بناء وسقفا محفوظا, يتأملون فيها وينظرون فيها.
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ قرآن>
رسم> .
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن>
رسم> فلما بنى هذه السماء ورفعها لم يكن بحاجة إلى من يعاونه. أخبر تعالى بأنه بنى هذه السماوات وأنها سبع سماوات، وكذلك ومن الأرض مثلهن، وذلك في وقت قصير كما يشاء في ستة أيام. ورد في بعض الأحاديث تفصيلها، وكذلك في بعض الآيات؛ مثل قول الله تعالى: رسم>
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قرآن>
رسم> خلق الأرض في يومين مع أن الأرض قد أخبر بأنها سبع أرضين، يقول الله تعالى: رسم>
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ قرآن>
رسم> أخبر بأنه خلق من الأرض مثلهن.
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ قرآن>
رسم> أي: هذا الفضاء الذي ليس له نهاية الله قادر على أن يجعل فيه مخلوقات لا تصل إليها إدراكات البشر. ولا ندري أين بقية الأرضين؟ وورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
من ظلم شبرا من الأرض طُوقه من سبع أرضين متن_ح>
رسم> دليل على أن هناك سبع أرضين, وأن بعضها أسفل من بعض؛ ومع ذلك لا نعلم أين تلك الأرضين؟ إنما البشر معروفون الآن على أرض واحدة ظاهرة.
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا قرآن>
رسم> وهي هذه السماوات رسم>
سَبْعًا شِدَادًا قرآن>
رسم> يعني: شديدة, لا تقدرون على أن تصلوا إليها أو تخترقوها, وصفها بالشدة؛ لعظمها ولكثافتها، ثم قال: رسم>
وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا قرآن>
رسم> أخبر بأنه جعل فيها هذا السراج؛ ألا وهو هذه الشمس، سماها الله سراجا؛ لأنها تضيء للناس إذا طلعت, سماها سراجا؛ كما في قوله تعالى: رسم>
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا قرآن>
رسم> يضيء في الليل المظلم, والشمس تضيء في النهار, فكل منهما آية من آيات الله. وكذلك بقية الأفلاك وبقية النجوم التي يسيرها الله كما يشاء, فجعل هذه المخلوقات دالة على كمال قدرته وكمال عزته تعالى.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قرآن>
رسم> آية دالة على عظمته، ولهذا قال ابن كثير اسم> بعد تفسيرها: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة. يعني: أنه الذي خلق هذه المخلوقات ورفعها كما شاء, وأنه هو أهل أَنْ يُعْبَد, رفع السماء؛ كما في قوله تعالى: رسم>
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا قرآن>
رسم> يعني: رفعها وسمكها وقواها وسواها كما هي رسم>
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا قرآن>
رسم> كل هذه دلالات على عظمة هذه المخلوقات.