المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
...............................................................................
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ قرآن>
رسم> وصفهم بأنهم عباد مكرمون, ومثل قوله تعالى: رسم>
لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ قرآن>
رسم> والله تعالى هو الذي خلقهم, ووكّلهم بأعمال، فمنهم الموكلون بالقطر, لا ينزل القطر إلا بإذن الله تعالى, وملائكة يسيرون السحاب ويصرفونه بأمر الله, ومنهم الموكلون بالنبات, ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم اسم> كما في قول الله تعالى: رسم>
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ قرآن>
رسم> يحفظون الإنسان, فإذا جاء أمر الله وقضاؤه وقدره خلوا بينه وبين القدر, وإلا فإنهم يحفظونه عما لم يقدّر الله تعالى عليه, ومنهم كتبة الأعمال؛ في قوله تعالى: رسم>
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ قرآن>
رسم> هؤلاء ملائكة الحفظة الكتبة, يقول الله تعالى: رسم>
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قرآن>
رسم> رسم>
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ قرآن>
رسم> عن اليمين ملك الحسنات, وعن الشمال ملك السيئات.
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ قرآن>
رسم> ويقول تعالى: رسم>
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن>
رسم> وقال تعالى: رسم>
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ قرآن>
رسم> هكذا أخبر بأن الملائكة باسطو أيديهم لقبض الأرواح.
حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ قرآن>
رسم> وكذلك خزنة الجنة, رسم>
حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ قرآن>
رسم> الموكلون بحفظ الجنة وحراستها, والملائكة الموكلون بحفظ النار وإيقادها, ورد أنه يُجاء بجهنم يوم القيامة في تفسير قوله تعالى: رسم>
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ قرآن>
رسم> لها سبعون ألف زمام, بكل زمام سبعون ألف ملك يجرونها, ما مقدارها؟ يعني: سبعون ألف زمام كل زمام يجره سبعون ألف ملك!! لا شك أن هذا دليل على عظمتها! هؤلاء ملائكة ورد أن ملائكة الله تعالى لا يحصون, قال الله تعالى: رسم>
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ قرآن>
رسم> سمّى الله في القرآن بعضهم, فسمّى خازن النار، قال تعالى: رسم>
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قرآن>
رسم> مالك هو خازن النار اسم> .
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ قرآن>
رسم> فُسّر روح القدس بأنه جبريل اسم> أن الله أيد به عيسى اسم> أيده بهذا الملك؛ فيدل على أن الملائكة كثير, وأن منهم مَنْ هو ينزل على الرسل, ويقوي رسل الله ويؤيدهم وأشهر الملائكة جبريل اسم> عليه السلام، وهو الذي يكلمه الله.
إذا أحب الله عبدا نادى جبريل اسم> إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل اسم> ثم ينادي في السماوات: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماوات، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا نادى جبريل اسم> إني أبغض فلانا فأبغضه، فينادي جبريل اسم> إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه أهل السماوات، ثم توضع له البغضاء في الأرض متن_ح>
رسم> يكلم الله تعالى جبريل اسم> أولا.
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ قرآن>
رسم> يعني: الملائكة, يعني: إن استكبرتم وتكبرتم يا بني آدم اسم> فإن الله تعالى له عباد يعبدونه ويطيعونه, ولا يعصونه طرفة عين, ألا وهم ملائكة الله, فهذا شأن الملائكة. وقد مر بنا من صفاتهم ما فيه عبرة لمن اعتبر. والآن نواصل القراءة.