المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن>
رسم> وقال قتادة بن دعامة اسم> -رحمه الله- خلق الله هذه النجوم لثلاثة: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه من الدنيا، وتكلف ما لا علم له به.
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ قرآن>
رسم> أي: بهذه النجوم، فإنها كالمصابيح، أي كالسرج، إذا كانت ليلة ظلماء في برية وهي صحو، رأيت هذه النجوم تضيء في السماء، ورأيت كواكبها منيرة لما تحتها، فهي زينة.
إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ قرآن>
رسم> أي: يخرقه ويثقبه، ويقول الله تعالى: رسم>
وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ قرآن>
رسم> أي: هذه الكواكب.
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ قرآن>
رسم> يعني: هذه الجبال، ثم قال: رسم>
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قرآن>
رسم> أي: يهتدون بهذه النجوم. وقال تعالى: رسم>
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن>
رسم> أي: تعرفوا بها المقاصد والجهات التي تتوجهون إليها، ففيها هذه الْحِكَم.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ قرآن>
رسم> الرياح: هذه الهبوب التي يرسلها الله أحيانا عواصف، وأحيانا مبشرات تبشر بالخير وبالمطر وبالغيث بشرًا بين يدي رحمته رسم>
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ قرآن>
رسم> أي: تبشر بالخير لا يملكها إلا الله لو سكنت الريح ثلاثة أيام، يقول بعض العلماء: لأنتن ما على وجه الأرض؛ ولو حاول الناس كلهم أن يرسلوها إذا سكنت لعجزوا عن ذلك.
إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ قرآن>
رسم> أرسل الله عليهم ريحا صرصرا رسم>
فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ قرآن>
رسم> لم يستطيعوا أن يتخلفوا، ولم يستطيعوا أن يردوها، ولا أن يخلصوا منها، فيرسلها الله تعالى ريحا عذابا، أو رياحا رحمة.
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا قرآن>
رسم> وقال الله تعالى: رسم>
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ قرآن>
رسم> أخبر بأنه جعل في السماء هذه الأفلاك.
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا قرآن>
رسم> هكذا أخبر بأنه خلق هذه السبع السماوات، وأنه جعل القمر فيهن نورا، وجعل الشمس سراجا.
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قرآن>
رسم> فالشمس والقمر دائبان، يسيران سيرا حثيثا، مركبان في أفلاك، وكذلك النجوم مركبة في أفلاك، تسير معلقة في أفلاكها، لا تخطئ موضعها الذي ركبها الله وسيرها فيه. فهذا معتقد أهل السنة.
وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ قرآن>
رسم> أي: تساقطت، وأخبر بأن الشمس تُكَوَّر: رسم>
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قرآن>
رسم> أي طويت، فجعلت ككور العمامة، وذلك بانتهاء الزمان الذي قدر الله أنها تكون آية فيه.
إذا جمع الناس يوم القيامة، يقول الله تعالى: لتتبع كل أمة ما كنت تعبد، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ومن كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت متن_ح>
رسم> بمعنى: أنها تصور لهم الشمس؛ سواء كانت الشمس الحقيقية أو صورة لها، رسم> فيقال: هذا معبودكم الذي كنتم تعبدون، فيتبعونه ويتساقطون في النار رسم> الذين يعبدون الشمس والذين يعبدون القمر يتبعونه.
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ قرآن>
رسم> أنتم لها واردون: أنتم ومعبوداتكم، رسم>
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ قرآن>
رسم> فمعنى ذلك أن أصنامهم تصور لهم، فتكون معهم في النار، فهكذا هذه الشمس تصور لهم، سواء كانت الشمس الحقيقية، أو أنها صورة لها.
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا قرآن>
رسم> يعني: الكافرين والمشركين، رسم>
وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ قرآن>
رسم> احشروهم وآلهتهم وآباءهم وما كانوا يعبدون من دون الله رسم>
فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ قرآن>
رسم> .
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا قرآن>
رسم> أي يوم القيامة وآباءهم وأصنامهم ومعبوداتهم واقذفوهم في النار، وانظروا هل تنفعهم هذه الآلهة؟!