المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب الآجرومية
المنصوبات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المؤلف -رحمه الله تعالى- باب لا: اعلم أن (( لا )) تنصب النكرات بغير تنوين إذا باشرت النكرة ولم تتكرر (( لا ))؛ نحو: (( لا رجل في الدار )). فإن لم تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار (( لا )) نحو: (( لا في الدار رجل ولا امرأة)). وإن تكررت لا جاز إعمالها وإلغاؤها فإن شئت قلت: (( لا رجلَ في الدار ولا امرأة ))، وإن شئت قلت: (( لا رجلٌ في الدار ولا امرأة )).
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ قرآن>
رسم> فهذه كلها معملة؛ عملت فيها لا فنصبتها. فتقول هذه منفية، لا النافية نصبت هذه الكلمات. لماذا؟ لأنها تكررت. وإذا تكررت لا جاز النصب وجاز عدمه. عدم النصب هو الرفع. ورد في القرآن في مثل قوله تعالى: رسم>
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قرآن>
رسم> لم يقل لا خوف َ, فلا خوفٌ. لماذا؟ لأنها تكررت. ومثله قوله تعالى: رسم>
لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ قرآن>
رسم> وأما إذا لم تباشرها؛ فإنه مرفوع بكل حال؛ مثل قوله تعالى: رسم>
لَا فِيهَا غَوْلٌ قرآن>
رسم> أي رفعت هاهنا؛ لا فيها غولٌ. فالحاصل أن لا إن كان الاسم الذي بعدها واحد لم يتكرر؛ فإنه يكون منصوبا؛ هذا إذا كان نكرة.
فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ قرآن>
رسم> ويجوز الرفع رسم>
لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ قرآن>
رسم> وأما إذا لم تباشرها؛ بل فصل بين الحرف وبين الاسم بفاصل؛ فليس فيه إلا الرفع لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ. إذا تكررت وفصل بينها فاصل؛ لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ. وأما إذا كان منكرًا؛ المحكي عنه فإنه يجوز نصبه؛ فيقولون: لا طالعا جبلا، أو يقولون مثلا: لا حاضرًا زيد . وبهذا يعرف أنها تعمل عمل إنَّ. ولذلك يقول ابن مالك: اسم> | عمـل إنَّ اجعل لـ لا في نكـرة | مـفـردة جـاءتـك أو مـكـررة |
لا صلاة بحضرة طعام متن_ح>
رسم> ؛ نفي لجنس الصلاة. وكذلك قوله: رسم>
لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله متن_ح>
رسم> رسم> لا صلاة إلا بوضوء رسم> ؛ نفي لجنس الصلاة بغير وضوء. هذا ما تدل عليه هذه الكلمة.