المكتبة الصوتية
تسجيلات - خطب
خطبة الجمعة بعنوان ذكر الله
الخطبة الأولى
وهكذا أمر تعالى بذكره؛ أمر العباد أن يذكروه كثيرا، فقال تعالى: رسم>
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا قرآن>
رسم> وذكر الله: كل شيء يذكر به من الأقوال والأعمال؛ فذكره بالتهليل والتكبير والتعظيم والتحميد والاستغفار، وذكره بذكر أسمائه وصفاته؛ فله سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلا، وذكره بذكر أفعاله؛ بتذكر خلقه لنا، وخلقه للمخلوقات، وذكره بذكر آلائه؛ بذكر نعمه: رسم>
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قرآن>
رسم> فذكر نعمه من ذكره؛ حيث إن العبد إذا ذكر نعم الله عليه أحدث له ذلك اعترافا بفضله، وإقرارا بعطائه سبحانه؛ فيكون بذلك من الذاكرين، ولقد ورد الأجر والثواب في جزيل ثواب الله للذاكرين؛ ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم>
ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم؛ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله متن_ح>
رسم> .
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ قرآن>
رسم> نسوا عظمة الله، ونسوا آلاءه ونعمه، ونسوا فضائله، ونسوا عقابه ونسوا ثوابه، ونسوا أمره ونهيه، ونسوا شريعته؛ فأنساهم مصالح أنفسهم؛ المصالح الحقيقية التي هي تعود عليهم في الدنيا وفي الآخرة رسم>
نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ قرآن>
رسم> وهكذا أمر الله تعالى بذكره خفية وسرا في قول الله تعالى: رسم>
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ قرآن>
رسم> .
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا قرآن>
رسم> ورتب أيضا على ذكره أن يذكر من ذكره، وأن يثيب من شكره؛ فقال تعالى: رسم>
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ قرآن>
رسم> وقال في الحديث القدسي: رسم>
من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم متن_ح>
رسم> ؛ يعني: الملائكة إذا ذكرت الله تعالى في ملأ فخشعوا لذكر الله، وخضعوا؛ ذكركم الله بين الملأ الأعلى؛ أي بين الملائكة، فيكثرون لك من الدعاء والاستغفار.