موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الفصل الأول في فضل المساجد وشرفها
الفصل الأول في فضل المساجد وشرفها
عدد المشاهدات
()
قد علم أن الكثير من العبادات تتعين في المساجد، أو يزيد أجرها ويضاعف العمل فيها رأس> فلذلك ورد ما يدل على فضلها مطلقا، فعن ابن عمر اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق رسم> [رواه الحاكم اسم> وسكت عنه الذهبي اسم> ورواه الطبراني اسم> قال الهيثمي اسم> في مجمع الزوائد: فيه عطاء بن السائب اسم> وهو ثقة، ولكنه اختلط في آخر عمره، وبقية رجاله ثقات.] .
وعن أنس اسم> مرفوعا: رسم> خير البقاع بيوت الله .. رسم> الحديث [رواه الطبراني اسم> في الأوسط، وفيه عبيد بن القاسم اسم> وهو ضعيف]
.
وعن واثلة اسم> قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> شر المجالس الأسواق والطرق، وخير المجالس المساجد، فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك رسم> [رواه الطبراني اسم> وفيه: بكار بن تميم اسم> مجهول]
.
وعن جبير بن مطعم اسم> رسم>
أن رجلا قال: يا رسول الله، أي البلدان أحب إلى الله، وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال: لا أدري حتى أسأل جبريل اسم> -صلى الله عليه وسلم- فأتاه فأخبره جبريل اسم> أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق متن_ح> رسم> [رواه البزار اسم> وفيه: عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب اسم> وهو مختلف في الاحتجاج به]
.
وقال ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: رسم> المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض رسم> [رواه الطبراني اسم> في الكبير، قال الهيثمي اسم> ورجاله موثوقون)
.
وقد دل على معناه ما ورد في القرآن من إضافة المساجد إلى الله تعالى، وهي إضافة تشريف وفضل، كقوله تعالى: رسم>
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ قرآن> رسم> مع أن جميع البقاع وما فيها ملك لله تعالى، ولكن المساجد لها ميزة وشرف، حيث تختص بالكثير من العبادات والطاعات والقربات، وكما قال تعالى: رسم>
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا قرآن> رسم> .
والصحيح أن المراد المساجد المعمورة للذكر والطاعة، والتي هي من خصائص البلاد الإسلامية، فلذلك تؤدى فيها الصلاة جماعة وفرادى، ويدعو فيها المسلم ربه وحده، ولا يدعو معه أحدا، فإضافتها إلى الله تعالى تقتضي شرفها وتميزها على بقية البقاع، وذلك ما يوجب احترامها، واعتراف المسلمين بفضلها، فهي من خصائص المسلمين.
حيث إن لكل ملة ديانة ومتعبد يجتمع فيه أهل تلك الديانة لأداء عباداتهم التي يدينون بها، مثل الصوامع والديارات، والكنائس والبيع، مع أنها في زمانها أفضل من غيرها، ولذلك قال تعالى: رسم>
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا قرآن> رسم> ويراد بالصلوات: مواضع العبادات، ولكن بعد نسخ تلك الديانات تعين منع عمارة تلك المعابد، لما فيها من مخالفة شعائر الإسلام، ووجب على المسلمين إظهار هذه المساجد وإشهارها، فأصبحت معالم على كل بلاد يسكنها المسلمون، حيث تتميز بهذه المساجد التي مدحها الله بقوله: رسم>
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا قرآن> رسم> فترفع مناراتها فوق المساكن والعمارات، وتعرف بمحاريبها الموجهة إلى القبلة الخاصة بالمسلمين.
مسألة>
-2-