المكتبة النصية
فقه وأحكام
شفاء العليل شرح منار السبيل
كتــاب الطهــارة
بــاب الوضــوء
فرائض الغسل
قوله: [ومس المصحف ببشرته بلا حائل] فإن كان بحائل لم يحرم؛ لأن المس إذا للحائل. والأصل في ذلك قوله تعالى: رسم>
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قرآن>
رسم> .
لا يمس القرآن إلا طاهر متن_ح>
رسم> رواه الأثرم، والدارقطني حديث> متصلا واحتج به أحمد اسم> وهو لمالك اسم> في الموطأ مرسلا
.
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قرآن>
رسم> فهذه الآية دليل على أن المحدث لا يحل له مس المصحف؛ لأنه ليس بمتطهر وخالف في هذا الاستدلال كثير من العلماء وقالوا: ليس المراد بالآية المصحف، وإنما المراد الكتاب المكنون، وهو اللوح المحفوظ؛ لأنه أقرب مذكور في الآية، فالقرآن مضطر في اللوح المحفوظ، وذاك اللوح لا يمسسه إلا المطهرون وهم الملائكة.
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قرآن>
رسم> وهم الملائكة الذين يحملون تلك الصحف، أو يقومون عليها، وهي الألواح التي كتب فيها كلام الله.
من الآية السابقة أنها دليل على أن القرآن لا يمسه إلا طاهر، وبين أنه إذا كان أصله لا يمسه إلا طاهر، فهكذا فرعه لا يمسه إلا طاهر، فإن الفرع له حكم الأصل.
ونقول أيضا: إن في الآية ما يدل على ذلك؛ لأن الله قال بعد ذلك رسم>
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> والتنزيل هو هذا القرآن المنزل، وقد ذكر تعالى أنه لا يمسه إلا المطهرون، فكأنه يقوله: إن الذي ينبغي أن يمسه هو المطهر، أي المطهر من الشرك، ومن الأحداث.
فهذا دليل على أنه قد اشتهر عندهم أن للقرآن حرمة حيث لا يمسه إلا الطاهر.
أن لا يمس القرآن إلا طاهر متن_ح>
رسم> .
أن لا يمس القرآن إلا طاهر متن_ح>
رسم> أي من الحدثين الأصغر والأكبر، وإن كان يطلق أيضا على الطهارة من الرجس، ومن الكفر؛ لأن الكفر نجس، لقوله تعالى رسم>
إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ قرآن>
رسم> .