المكتبة النصية
فقه وأحكام
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
كتاب الحج
وصفة الصلاة عليه رأس> أن يقوم فيكبر فيقرأ الفاتحة، ثم يكبر ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يكبر فيدعو للميت، فيقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وشاهدنا وغائبنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان
.
.
.
فأفاد بأنها من السنة، وقد جعلوها ركنا، فقالوا: أركان الصلاة على الجنازة أربعة: الفاتحة، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والتكبيرات، والدعاء للميت، فلا بد من هذه كلها، فالفاتحة تعتبر ركنا، كما أنها ركن في الصلاة المعروفة.
اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وشاهدنا وغائبنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان متن_ح>
رسم> هذا هو الدعاء العام، يؤتى به في الصلاة على الكبير والصغير؛ لأنه يدخل فيه كل مسلم.
اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة، وقه فتنة القبر وعذاب النار متن_ح>
رسم>
هذا ما روي في هذا الحديث وفي بعضه زيادات.
اللهم قه من عذاب القبر، وعذاب النار، ووسع له في قبره، ونور له فيه متن_ح>
رسم> ؛ لمناسبة ذلك.
اللهم أنت ربه، وأنت خلقته، وأنت هديته للإسلام، وأنت قبضت روحه، وأنت أعلم بسره وعلانيته، جئنا شفعاء فاغفر له متن_ح>
رسم>
ومثل قوله: رسم>
اللهم إن كان محسنا فزد له في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه متن_ح>
رسم>
.
إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء متن_ح>
رسم>
ولم يحدد دعاء، فدل على أنهم مأمورون بأن يجتهدوا له في الدعاء ويخلصوا له بما تيسر.
اللهم اغفر لحينا وميتنا... متن_ح>
رسم>
إلى آخره، ثم بعد ذلك يأتي بهذا الدعاء: رسم> اللهم اجعله فرطا لوالديه وذخرا... رسم> إلخ
والفرط هو: الذي يذهب أمام الوالدين يهيئ لهم المورد، قال -صلى الله عليه وسلم- رسم>
أنا فرطكم على الحوض متن_ح>
رسم>
أي: أتقدمكم أهيئ لكم المشرب.
فدل على أن الأفراط الذين ماتوا وهم صغار يكونون سببا في ثقل موازين أبويهم.
فهم تحت كفالة إبراهيم.
وقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كبر أحيانا خمس تكبيرات
وكذلك بعض الصحابة كبر ستا على ميت، وقال: إنه بدري
فدل على أنه يجوز الزيادة على أربع، ولكن المشهور الاقتصار على أربع.
فلا يستنكر إذا زاد على الأربع كخمس أو ست في بعض الأحوال أو لبعض الأشخاص، فلو كانت الصلاة على كبير وصغير فإنه يندب أن يكبر خمسا حتى يكون الدعاء للميت الصغير بعد الرابعة.
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله متن_ح>
رسم>
وهو الدعاء الذي ذكره المؤلف في آخر الدعاء، أي: أنه لا يسلم بعد الرابعة مباشرة بل يقف قليلا، فقد كان كثير من السلف يقفون بعد الرابعة يدعون حتى يخيل للناس أنهم سوف يأتون بخامسة
فلا شك أن هذا الوقوف لا بد فيه من دعاء، فليس هو وقوفا مع سكوت.
.