موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
كلام الله تعالى لا يمكن أن يحصى
كلام الله تعالى لا يمكن أن يحصى
عدد المشاهدات
()
ثم إن الله -تعالى- قد أخبر بأن كلامه لا يحصى، ولهذا قال الناظم:
جل كلامــه عـن الإحـصـــاء | والحصر والنفـــاد والفنــــاء |
لو صـار أقلامـا جـميع الشــجر | والبحر تلقـى فيـه سـبعة أبحــر |
والخلـــق تكتبــه بكـــل آن | فنت وليس القـول منــه بـفــان |
يعني: أن كلام الله -تعالى- لا يمكن أن يحصى، ولا يمكن أن يحاط به كله؛ فإن كلام الله ليس له بداية ولا نهاية، جل كلامه عن أن يحصيه الخلق، أو عن أن يحصروه، أو عن أن ينفد أو يفنى. فليس له منتهى، لو صارت الشجر كلها أقلاما، والبحر من بعده سبعة أبحر، والخلق تكتبه بكل آنِ؛ فنيت الأقلام وفني البحر، ولا يفنى القول من الله ولا يفنى كلامه، دل على ذلك آيتان من القرآن آية في آخر سورة الكهف: رسم>
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قرآن> رسم> البحار بحار الدنيا التي تشاهدون، والتي قد تغطي أكثر من ثلاثة أرباع الأرض أو نحوها؛ لو كانت مدادا يعني: حبرا، وأضيف معها سبعة أمثالها، فكتب بها كلها؛ نفدت هذه البحار، ولا ينفد كلام الله، لو كُتب بها كلام الله، والآية الثانية في سورة لقمان: رسم>
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ قرآن> رسم> يمده؛ يجعله مدادا: رسم>
مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر قرآن> رسم> يعني: مثله سبع مرات: رسم>
مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قرآن> رسم> أي: لو كان جميع شجر الدنيا من أولها إلى آخرها أقلاما، ولو كانت بحار الدنيا ومثلها معها سبع مرات لو كانت مدادا، يعني: حبرا، فكتب بتلك الأقلام، وكتب بذلك المداد لتكسرت الأقلام وفنيت، ولفنيت البحار، وكلام الله -تعالى- ليس بفان، وكيف يفنى وليس له بداية ولا نهاية، والخلق لهم بداية ونهاية؟!
مسألة>
-44-