المكتبة النصية
تسجيلات - محاضرات ودروس
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
اشكروا الله تعالى على أن وفقكم وسددكم وأوصلكم إلى هذه البقاع الطاهرة الطيبة، وإذا كان كذلك فإن من شكر الله -عز وجل- على هذه النعمة الحرص على أدائها كما فرضها الله، الحرص على أداء هذه العبادة كما أمر الله بها، وكما بينها نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ قرآن>
رسم> فهذه الأيام أيام شريفة لها فضلها ولها ميزتها ولها مكانتها؛ فالعبادة فيها يضاعَف أجرها أضعافا كثيرة لشرفها، كذلك أيضا شرف المكان فإن مكة اسم> هي أم القرى اسم> كما أخبر الله في قوله تعالى: رسم>
لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا قرآن>
رسم> فأم القرى اسم> هي هذه البلدة التي ذكرها الله تعالى في قول إبراهيم اسم> عليه السلام: رسم>
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ قرآن>
رسم> يعني: هذا البلد.
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ قرآن>
رسم> والقسم به دليل على فضله، ودليل على شرفه، ما يقسم الله إلا بكل ما فيه شرف.
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ قرآن>
رسم> .
أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن>
رسم> أي: أنه آمن، يأمن من دخل فيه، لا يتعرض له أحد، يلقى الرجل فيه قاتل أبيه فلا يتعرض له وذلك لمعرفتهم مكانة هذه البلدة وأهميتها وعظم مكانتها، أنها بلدة عظيمة، وأن الله تعالى حرمها.
إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض- ولم يحرمها الناس- متن_ح>
رسم> رسم>
إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله تعالى، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يختلى خلاها، ولا تلتقط ساقطتها. متن_ح>
رسم> لا يحل لمسلم أن يسفك بها دما، ولا أن يعضد بها شجرة، هذا هو دليل على مكانة هذه البلدة، ولما كان كذلك كانت العبادة فيها أشرف من غيرها، جميع البلد مقدسة من قداستها أن الله تعالى منع أن يدخلها أهل الشرك، فقال تعالى: رسم>
إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا قرآن>
رسم> هكذا أخبر أن هذا البلد مقدس وله مكانته؛ فلا تمكنوا المشركين أن يدخلوه، ثم أخبر بأنه فرض الحج على المستطيع في قوله تعالى: رسم>
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قرآن>
رسم> .
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل ما السبيل في قوله تعالى: رسم>
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قرآن>
رسم> ؟ فقال: الزاد والراحلة. متن_ح>
رسم> قال العلماء: من مَلَك زادا وراحلة صالحين لمثله بعد قضاء حوائجه الأصلية وبعد قضاء حوائج أهله وجب عليه، وذكروا على القول الصحيح أن الحج يجب على الفور ولا يجوز تأخيره مع القدرة؛ ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
بادروا بالحج- يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له. متن_ح>
رسم> أي: إذا تمكن أحدكم فليبادر، يبادر إلى الحج -يعني أداء الفريضة- قبل أن يعرض له عارض، وقبل أن يمنعه مانع؛ فيكون بذلك مفرطا حيث إنه تمكن ومع ذلك فرط فيكون بذلك ملوما ومفرطا.
انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخشون عذابي أشهدكم أني قد غفرت لهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، انصرفوا مغفورا لكم. متن_ح>
رسم> أجر كبير وفضل عظيم أنهم ينصرفون وقد غُفرت لهم سيئاتهم.