موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
صفة العلو والفوقية
صفة العلو والفوقية
عدد المشاهدات
()
ص (وقوله رسم> أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ قرآن> رسم> [الملك]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم رسم> ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك متن_ح> رسم> وقال للجارية: رسم> أين الله؟ قالت: في السماء: قال أعتقها فإنها مؤمنة متن_ح> رسم> رواه مالك بن أنس اسم> ومسلم اسم> وغيرهما من الأئمة. حديث>
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين اسم> رسم> كم إلها تعبد؟ قال: سبعة. ستة في الأرض وواحدا في السماء. قال: ومن لرهبتك ورغبتك؟ قال الذي في السماء. قال: فاترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين رسم> فأسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول رسم>
اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي متن_ح> رسم> وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء).
س 29 (أ) بين دلالة الآية المذكورة والحديث الأول. (ب) وكيف يستدل بكلام الجارية؟. (ج) وما معنى قوله: كم إلها تعبد؟ (د) وما المراد برغبته ورهبته. (هـ) وبين دلالة الأثر عن الكتب المتقدمة. (و) وما معنى حرف الجر في قوله (في السماء)؟ سؤال>
ج29 (أ) تفيد الآية والحديث أن الله تعالى في السماء، والمعنى: كيف تأمنون الله الذي في السماء فوقكم ومطلع عليكم، وفى الحديث توسل إلى الله بكونه الرب، أي المالك المربي لنا بالنعم، وبكونه في السماء حيث أن صفة العلو تفيد الغلبة والتمكن، ثم مجده تعالى بقوله تقدس اسمك، أي تنزه، وعظم جلالك، وكبرياؤك، والحديث رواه أبو داود اسم> والحاكم اسم> والبيهقي اسم> والطبراني اسم> حديث> عن أبي الدرداء اسم> في رقية المريض.
(ب) أما حديث الجارية فرواه مسلم اسم> وأبو داود اسم> والنسائي اسم> والإمام مالك اسم> وغيرهم، ودلالته واضحة على إثبات صفة العلو لله تعالى رأس> فإنه لما قال أين الله فقالت: في السماء، كان اعترافا منها بالله مألوها، وأنه العلي الأعلى، ولما أقرها على ذلك، وشهد لها بالإيمان، دل على أن اعتقاد كون الله في السماء مما يتم به الإيمان.
(ج) أما حديث حصين اسم> -وهو والد عمران اسم> - فرواه الترمذي والبيهقي حديث> وغيرهما.
سأله عن عدد الآلهة التي يعبدها وكانوا يسمون كل معبود إلها، لأنهم يألهونه، أي تألهه قلوبهم، محبة، وخوفا، ورجاء، وكانوا يعترفون بالله ربا وخالقا، فلذلك ذكر حصين اسم> أنه يعبد سبعة آلهة، وأن واحدا منها في السماء وهو الله.
(د) وقوله: من لرغبتك ورهبتك؟ الرغبة قوة الرجاء، والرهبة شدة الخوف، أي أيهم الذي تقصده وتهرع إليه عند شدة الخوف من ضرر، أو عند الحاجة إلى شيء مفقود، فاعترف بأن ذلك لله وحده، وكانوا في الشدة ينسون ما يشركون، ويدعون الله مخلصين له الدين، كما قال تعالى رسم>
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ قرآن> رسم> وقال: رسم>
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ قرآن> رسم> ودلالة الحديث في إقراره على أن المعبود للرغبة والرهبة هو الذي في السماء، وفى قوله: اترك الستة واعبد الذي في السماء، أي اعبد الله وحده، فلما أسلم علمه هذا الدعاء المختصر النافع.
(ه)وإما الأثر المنقول عن الكتب المتقدمة ففيه وصف هذه الأمة بأنهم وإن كانوا في الأرض فإنهم يعبدون الله الذي هو فوقهم في السماء، فدلالته كدلالة ما قبله.
(و)أما قوله في هذه النصوص (في السماء)، فليس معناه أن السماء تحويه أو تحصره، تعالى وتقدس عن ذلك علوا كبيرا، وقد فسرت بتفسيرين (أحدهما) أن حرف الجر بمعنى على، كما في قوله تعالى رسم>
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> وقوله: رسم>
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ قرآن> رسم> وقوله رسم>
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> فإن في بمعنى على فالمراد كونه على السماء، أي فوقها. (الثاني) أن المراد بالسماء العلو، أي هو في العلو وفوق العباد.
مسألة>
-28-