موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم
المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم
عدد المشاهدات
()
ص ( ومن السنة هجران أهل البدع رأس> ومباينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة بدعة، وكل متسم بغير الإسلام مبتدع، كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والكرامية، والكلابية، والسالمة رأس> ونظائرهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع، أعاذنا الله منها).
س 61 (أ) بماذا تعامل المبتدعة. (ب) وما المراد بالجدل في الدين. (ج) وما الموجب للبعد عن كتب أهل البدع. (د) وما البدعة والمبتدع. (هـ) واذكر شيئا من عقائد الرافضة، والجهمية، ومن ذكر معهم. سؤال>
ج 61 (أ) يجب هجر أهل البدع وبغضهم، ومباينتهم أي فراقهم، كما يجب مقتهم، والتحقير من شأنهم، والتحذير من شرهم، وكل ما فيه إذلالهم، وإهانتهم، مما يسبب رجوعهم إلى السنة، أو التحذير منهم، وعدم الانخداع بزخرفهم.
(ب) وأما الجدال المنهي عنه فهو الخوض بلا علم ولا برهان، والتقعر في علم الكلام الذي لا فائدة فيه أو فيه مضرة. فأما المجادلة بالتي هي أحسن، فقد أمر الله بها لإظهار الحق، أو قمع المبطلين، ودحض المبتدعين.
(ج) والنهي عن قراءة كتب البدع وأهل الإلحاد والشرك، وكذا الإصغاء إلى كلامهم، لئلا يعلق بالذهن شيء من شبههم مما يسبب الميل إليهم، أو تحسين مذهبهم، أو تفضيله على مذهب أهل السنة ومعتقدهم، ولكن يجوز للعالم المتمكن قراءة كتبهم - للرد عليها، وإظهار تناقضها، وقلب أدلتهم عليهم، لأنه لا يخاف عليه الانخداع بتلك الشبه.
(د) وأما البدع فهي المحدثات في الدين، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم رسم>
فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> وقال صلى الله عليه وسلم رسم>
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متن_ح> رسم> وأنواع البدع كثيرة، فمنها ما يكفر به كبدعة الجهمية، والقدرية، والمجسمة. ومنها ما لا يكفر به كالبدع التي أحدثها بنوا أمية، مثل الخطبة جالسا، وتقديم خطبة العيد على الصلاة، ويلحق بها تعبد جهلة الصوفية بالرقص، والتصفيق، وأنواع المعازف، وكشف الرؤوس في الصلاة على وجه التعبد، وأمثال ذلك. والمبتدع كل متسم بغير الإسلام أي من جعل له سمة وميزة ظاهرة غير ميزة المسلمين وشعارهم، أو تسمى باسم يخالف في معناه ما عليه الصحابة والتابعون.
(هـ) وأما المبتدعة المذكورون، فخصهم بالذكر لاشتهار مذاهبهم، مع قبحها وبعدها عن الصواب، وقد تكفل أئمة أهل السنة بكشف عوارهم، وهتك أستارهم، ونقض أصولهم من أسها.
1- الرافضة هم المتسمون بالشيعة، يزعمون أنهم شايعوا أهل البيت ونصروهم، وهذه الفرقة قد عمت وطمت، وانتشر مذهبها الباطل، وتمكن في العراق اسم> وإيران اسم> والشام اسم> والهند اسم> والسند اسم> وقد انتشر بكثرة في جهات من المملكة اسم> أذلهم الله، ومع كثرتهم فهم أخبث الطوائف معتقدا، وأعظمها حقدا على أهل السنة، ومن عقيدتهم سب الصحابة، وتكفير أبي بكر اسم> وعمر اسم> وعائشة اسم> وأكابر السابقين، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> في (منهاج السنة) فكفي وشفى، وإنما سموا رافضة لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين اسم> فقالوا تبرأ من أبي بكر اسم> وعمر اسم> حتى نكون معك، فقال: هما صاحبا جدي، بل أتولاهما. قالوا: إذا نرفضك. فسموا رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية.
2- (الجهمية) نسبة إلى رئيس البدع الاعتقادية الجهم بن صفوان اسم> اشتهروا بإنكار الصفات والرؤية، وقالوا بخلق القرآن، فالسلف يطلقون اسم الجهمي على كل من نفي الصفات الثابتة بالكتاب والسنة، وقد تفرق مذهب الجهمية، في المعتزلة، والأشاعرة، والجبرية، والقدرية وغيرهم.
3- (الخوارج) وهم كل من خرج عن الطاعة، وكفر بالذنوب، واستباح بذلك الدماء والأموال، وأول ما خرجوا في وقت علي اسم> رضي الله عنه، فقتلهم بالنهروان اسم> وقد ورد بشأنهم أحاديث كثيرة، تتضمن وصفهم بكثرة العبادة، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاتهم، وصيامهم مع صيامهم، وأنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمْرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقال رسم>
لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد متن_ح> رسم> وأكثرها في الصحيحين.
4- (القدرية) وهم المنكرون للقدر، وهو تقدير الموجودات سابقا أو المنكرون لقدرة الله على أفعال العباد، وتقدم تفصيل مذهبهم، وإبطاله في فصل القدر، وقد روى ابن ماجه اسم> عن جابر اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الأمة، وقال رسم> إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تتبعوهم رسم> .
5- (المرجئة) وهم الذين غلبوا جانب الرجاء، فقالوا: لا يضر مع التوحيد ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ فأباحوا المعاصي، وخففوا على الناس ارتكابها؛ وقيل: هم القائلون بأن الأعمال ليست من الإيمان، أي أنهم أرجئوا الأعمال أي أخروها عن الإيمان.
6- (المعتزلة) أتباع عمرو بن عبيد اسم> وواصل بن عطاء اسم> وهم كثير لا كثرهم الله، وقد بنوا مذهبهم على خمسة أصول:
أ- العدل: وأرادوا به نفي تقدير الله المعاصي على العبد ونفي قدرته على أفعال العباد.
ب- التوحيد: وأرادوا به نفي الصفات، لأن إثباتها عندهم يلزم منه التعدد.
ب- إنفاذ الوعيد: وأرادوا به تخليد أهل الكبائر في النار تنفيذا لنصوص الوعيد.
د- المنزلة بين المنزلتين: أي أن العاصي ليس مؤمنا ولا كافرا في الدنيا، بل في منزلة بين الكفر والإيمان.
هـ- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: وقصدهم به الخروج على الولاة إذا أظهروا المعاصي أو الظلم. وقد أكثر العلماء من الرد عليهم، وإبطال قواعدهم وأصولهم.
7- (الكرَّامية) أتباع أبي عبد الله محمد بن كرَّام اسم> بتشديد الراء، وهو ممن يثبت الصفات، إلا أنه يغالي في الإثبات، حتى انتهى به إلى التجسيم والتشبيه.
8- (الكلَّابية) أتباع عبد الله بن سعيد بن كلَّاب اسم> بتشديد اللام، البصري عالم شهير، إلا أن له مخالفات في بعض الأصول كمسألة الكلام، والصفات، ونحوها.
9- (السالمة) نسبة إلى رجل يقال له ابن سالم اسم> ذكر عنه أنه كان يشبه الله تعالى بإنسان له جوارح وحواس.. إلخ.
10- ويلحق بهذه الفرق فرقة (الأشاعرة) ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري اسم> وقد كان في أول عمره مبتدعا، ينفي أكثر الصفات ويقول بالكلام النفسي. ولكنه رجع إلى مذهب أهل السنة، وألف في ذلك كتابه الإبانة، وكتابه مقالات الإسلاميين- وقد انتسب إليه خلق كثير، سموا أنفسهم أشعرية، وقد انتشروا في أكئر البلاد الإسلامية، وزعموا أنهم أهل السنة، وتقلدوا مذهب الأشعري القديم، وأنكروا رجوعه، وكذبوا بنسبة تلك الكتب إليه.
وهذا التفرق في الأمة مصداق الحديث في تفرق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة.
مسألة>
-59-