موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
1- الإيمان بفتنة وعذاب القبر
1- الإيمان بفتنة وعذاب القبر
عدد المشاهدات
()
[فصل: ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت رأس> فيؤمنون بفتنة القبر، وبعذاب القبر ونعيمه.
فأما الفتنة، فإن الناس يُفْتَنُون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي. وأما المرتاب فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب، إلى أن تقوم القيامة الكبرى، فتعاذ الأرواح إلى الأجساد] .
(الشرح)وسط>* قوله: (فصل: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه ...) : من عقيدة المسلمين الإيمان باليوم الآخر، وهو ركن من أركان الإيمان. ويدخل في الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما بعد الموت، فيدخل في ذلك: أولا : كيفية قبض الأرواح، من نزول الملائكة، إما ملائكة العذاب أو ملائكة النعيم، ومن استخراجهم للروح، وكيفية قبضها كما هو مذكور في الأحاديث. ثانيا: عذاب القبر ونعيمه، وهو أن الميت يعذب في البرزخ أو ينعم، سواء قُبِرَ أم لم يُقْبَر، فإن كان من أهل الخير ناله النعيم والفرح والسرور، وإن كان من أهل الشر ناله العذاب والألم والحزن الشديد، ويبقى كذلك كل منهما في هذا البرزخ الذي هو بين الدنيا والآخرة. ويؤمن المؤمنون بأن هذا البرزخ حاجز بين الدنيا والآخرة، وأن الإنسان بعد مفارقته للدنيا لا تنعدم روحه، أما بدنه فإنه ينعدم ويفنى، قد تأكله الأرض ويصير ترابا ورفاتا، وقد يحرق ويذرى ولا يبقى له بقية، ولكن روحه تبقى، وهي التي يكون عليها العذاب والنعيم، ويقدر الله أن يوصل إلى بدنه- ولو كان ترابا- ما يتألم به أو ما يتنعم به. ويقسم العلماء اتصال الروح بالبدن إلى خمسة أقسام: الاتصال الأول: اتصال في الرحم، فإذا كان الإنسان في الرحم فللروح به اتصال ولكنه ضعيف، ولهذا يتحرك الجنين في بطن أمه. والاتصال الثاني: في الدنيا، وهو اتصال كامل مُشَاهد. والاتصال الثالث: في النوم، فإن النائم قد تفارقه روحه، ولكن ليست مفارقة كلية. والاتصال الرابع: في البرزخ أي بعد الموت، وهو نوع اتصال وإن كان غير مشاهد. والاتصال الخامس: بعد البعث يعني في الآخرة، وهو أكملها وأقواها، وهو الذي لا يحصل بعده انفصال. والأحكام في الدنيا تكون على الأبدان، ولكن الأرواح تابعة لها، والأحكام في البرزخ على الأرواح أصلاً، ولكن الأبدان تابعة لها، وأما الأحكام في الآخرة فإنها على الروح والبدن كليهما لكونهما قد اجتمعا اجتماعا كليا. فإذا مات الإنسان وخرجت روحه، بقيت إما معذبة وإما منعمة كما يشاء الله، إما في روضة من رياض الجنة، وإما في حفرة من حفر النار إلى أن يأذن الله بالبعث؛ والنشور- أي القيامة الكبرى-.