موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
قيام ليلة القدر
قيام ليلة القدر
عدد المشاهدات
()
قيام ليلة القدر رأس> يحصل بصلاة ما تيسر منها، فإن من قام مع الإمام أول الليل أو آخره حتى ينصرف كتب من القائمين، وقد ثبت رسم> أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى ليلة مع أصحابه أو بأصحابه، فلما انصرفوا نصف الليل قالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله متن_ح> رسم> رواه أحمد اسم> وغيره حديث> وكان أحمد اسم> يعمل به.
وقولهم: (لو نفلتنا ليلتنا): يعني لو أكملت لنا قيام ليلتنا وزدنا في الصلاة حتى نصليها كاملة، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - بشرهم بهذه البشارة، وهي أنه من قام وصلى مع الإمام حتى يكمل الإمام صلاته، كتب له قيام ليلة، فإذا صلَّى المرء مع الإمام أول الليل وآخره حتى ينصرف كتب له قيام تلك الليلة، فحظي منها بما يسر الله، وكتب من القائمين، هذا هو القيام.
وقيام ليلة القدر يكون إيمانا واحتسابا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إيمانا واحتسابا، والإيمان هو: التصديق بفضلها، والتصديق بمشروعية العمل فيها، والعمل المشروع فيها هو الصلاة، والقراءة، والدعاء، والابتهال، والخشوع، ونحوذلك.. فإن عليك أن تؤمن بأن الله أمر به، وشرعه، ورغب فيه، فمشروعيته متأكدة، وإيمان المرء بذلك تصديقه بأن الله أمر به، وأنه يثيب عليه.
وأما الاحتساب: فمعناه خلوص النية، وصدق الطوية، بحيث لا يكون في قلبه شك ولا تردد، وبحيث لا يريد من صلاته، ولا من قيامه شيئا من حطام الدنيا، ولا شيئا من المدح، ولا الثناء عليه، ولا يريد مراءاة الناس ليروه، ولا يمدحوه ويثنوا عليه، إنما يريد أجره من الله تعالى، فهذا هو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إيمانا واحتسابا ، وأما غفران الذنوب فإنه مقيد في بعض الروايات بغفران الخطايا التي دون الكبائر، أما الكبائر فلا بد لها من التوبة النصوح، فالكبائر يجب أن يتوب الإنسان منها، ويقلع عنها ويندم، أما الصغائر فإن الله يمحوها عن العبد بمثل هذه الأعمال، والمحافظة عليها، ومنها: صيام رمضان وقيامه وقيام هذه الليلة.
ويستحب كثرة الدعاء في هذه الليلة المباركة، لأنه مظنة الإجابة، ويكثر من طلب العفو والعافية كما ثبت ذلك في بعض الأحاديث، فعن عائشة اسم> رضي الله عنها قالت: رسم>
قلت: يا رسول الله، إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟، قال: قولي: اللهم إنك عفوٌ كريم تُحب العفو فاعف عني متن_ح> رسم>
.
والعفو معناه: التجاوز عن الخطايا، ومعناه: طلب ستر الذنوب، ومحوها وإزالة أثرها، وذلك دليل على أن الإنسان مهما عمل، ومهما أكثر من الحسنات فإنه محل للتقصير، فيطلب العفو فيقول: يا رب اعف عني، يا رب أسألك العفو ، وقد كثرت الأدعية في سؤال العفو، فمن ذلك دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: رسم> اللهم إني أسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة رسم>
وكان بعض السلف يدعو فيقول: اللهم ارض عنا، فإن لم ترض عنا، فاعف عنا.
ويقول بعضهم شعرا :
يا رب عبدك قد أتاك, وقد أساء, وقد هفــا | حمل الذنوب علـى الذنوب الموبقات وأسرفا |
يكفيـه منك حياؤه من سوء ما قد أســلفا | رب اعـف عنـه, وعافه فلأنت أولى من عفا |
فهذا القول ونحوه دليل على أن الإنسان مهما عمل فغاية أمنيته العفو والتجاوز والصفح عن الذنوب والخطايا، وسترها وإزالة أثرها.
مسألة>
-39-