موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الرد على تأويلات المعتزلة ونحوهم من النفاة
الرد على تأويلات المعتزلة ونحوهم من النفاة
عدد المشاهدات
()
 أما المعتزلة 	 رأس> ونحوهم من النفاة فكبرت عليهم هذه الآية فأولوها بعدة تأويلات: 
  التأويل الأول:  يُقال إن  الجهم اسم> الذي هو رئيسهم لما قرأ هذه الآية وعنده بعض أصحابه قال: لو تمكنت لمحوت هذه الآية من المصاحف، ولمّا كانت صريحة في الرد عليهم لم يجدوا بدا من الخوض في تأويلها، وأكثرهم فسر استوى باستولى، واستدلوا ببيت يقول فيه الشاعر: 
 | قد استوى  بشر 	 اسم> على  العراق 	 اسم> 
 | من غير سيف أو دم مهراق | 
 
  ولا يدري من الذي قال هذا البيت، وبعضهم يقول: إنه  للأخطل، اسم>  والأخطل اسم> نصراني لم يدخل في الإسلام، ولو كان عربيا من بني تغلب، ولعل ذلك هو الذي أراده  ابن القيم 	 اسم> بقوله في النونية:  
 | ودليلهم في ذاك بيت قاله 
 | فيما يقال الأخطل النصراني | 
 
 وفي لامية  شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> يقول فيها: 
 | قبحٌ لمن نبذ الكتاب وراءه 
 | وإذا استدل يقول قال الأخطل | 
 
 ثم نقول: هذا البيت على تقدير صحته، فالاستواء فيه بمعنى العُلو، استوى على  العراق 	 اسم> يعني: استقر على سريرها، فهو دال على العلو، فلا يكون دليلا على الاستيلاء، ثم نقول: إن الاستيلاء ليس خاصًّا بالعرش ، وهذا هو الذي ذكره  ابن القيم اسم> عن  الأشعري 	 اسم> 
 | والأشعري 	 اسم> يقول تفسير استوى 
 | بحقيقة استولى من البهتان | 
 
  الأشعري هو أبو الحسن 	 اسم> الذي تنتسب الأشاعرة إلى مذهبه الأوسط، وقد رجع عنه في كتابه ( الإبانة ), فيقول فيها: إنهم فسروا الاستواء بالاستيلاء، ولو كان الأمر كما يقولون: لم يكن للعرش ميزة؛ فإن الله تعالى مستولٍ على كل شيء، ولا يجوز أن يوصف بأنه استوى على غير العرش، فلا يجوز أن تقول: إن الله استوى على الجبال، إن الله استوى على الأرض، إن الله استوى على الحشوش، إن الله استوى على الأشجار وعلى القصور؛ وحيث إنه خص الاستواء بالعرش فإنه يختص به ، فلو كان الاستواء بمعنى الاستيلاء فلماذا يخص العرش وحده ؟! الله مستولٍ على الجميع ، هذا من جهة، ومن جهة ثانية : فإن الاستيلاء لا يكون إلا بعد منازعة, سمعت حكاية أن بعض المبتدعة قام في أحد المساجد وأخذ يتكلم عن الاستواء، وأخذ يقرر أن استوى بمعنى استولى ، والله هو المستولي واستولى على العرش, ثم إن بعض الحاضرين أمر غلامًا له أن يخرج ويطل من النافذة، ويقول له: قبل أن يستولي على العرش من العرش له ؟! فبهت ذلك الذي يتكلم ، فقالوا له: صحيح هذا السؤال واضح ، نحن نقول وغيرنا : لمن كان العرش قبل أن يستولي الله عليه؟! وبهذا نعرف بطلان هذا التفسير.  
 التأويل الثاني :  إن العرش بمعنى الملك، قال تعالى:   رسم> 
 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن>
 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن>  
 رسم>  ( يونس:3 ) آية> أي: استوى على الملك ، وتفسيرهم العرش بأنه الملك كله إبطال الذي ذكره الله تعالى ووصفه بصفات خاصة، والله تعالى وصف هذا العرش بقوله تعالى:   رسم> 
 رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ قرآن>
 رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ قرآن>  
 رسم>  ( المؤمنون:116 ) آية>   رسم> 
 رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قرآن>
 رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قرآن>  
 رسم>  ( النمل:26 ) آية>   رسم> 
 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ قرآن>
 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ قرآن>  
 رسم>  ( البروج:15 ) آية> وذكر أن العرش محمول قال تعالى:   رسم> 
 الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ قرآن>
 الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ قرآن>  
 رسم>  ( غافر:7 ) آية>   رسم> 
 وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قرآن>
 وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قرآن>  
 رسم>  ( الحاقة:17 ) آية>   رسم> 
 وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ قرآن>
 وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ قرآن>  
 رسم>  ( الزمر:75 ) آية>   رسم> 
 رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ قرآن>
 رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ قرآن>  
 رسم>  ( غافر:15 ) آية> في آيات كثيرة أفتبطل هذه كلها ؟ ويقال: العرش هو الملك ، هذا من الخطأ,  زيادة على النصوص الكثيرة التي فيها إثبات حملة العرش ، وكيف حملوه وعددهم، وبأي شيء حملوه ، وما أشبه ذلك، كل ذلك يدل على أن العرش مخلوق كبير لا يعلم قدره إلا الله تعالى، ورد في بعض الأحاديث أن   رسم> الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة   رسم> 

 الحلقة هي الحديدة المتلاقية الطرفين، ماذا تشغل من أرض واسعة ؟ فكذلك العرش والكرسي ، فالعرش لا يعلم قدره إلا الله ، والكرسي هذه نسبته ، مع أن الكرسي قد وسع السماوات والأرض كما نص الله على ذلك,  وروي في حديث مرفوع :   رسم> ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس   رسم> 

 الترس: هو المجن الذي يوضع على الرأس في القتال ، ماذا تشغل السبعة فيه ؟ فإذا كانت هذه نسبة المخلوقات العلوية والسفلية العظيمة إلى الكرسي ، وهذه نسبة الكرسي إلى العرش ، فما تكون نسبة العرش وما هو مقداره ؟ لا يقدر قدره إلا الله تعالى, إذا فهذان تأويلان باطلان، والأول منهما هو الأشهر ( استوى ) بمعنى: استولى، فإنهم زادوا فيها ( لامًا ) ويسمى هذا تحريفًا لفظيًّا، وزيادة هذه اللام شبيهة بالنون التي زادها اليهود لما قيل لهم قولوا: ( حِطَّة )، فقالوا: ( حِنْطة ) هكذا شبهها  ابن القيم 	 اسم> بقوله :  
 | نونُ اليهود ولامُ جهمي هما 
 | في وحي ربَّ العرشِ زائدتان | 
 
  شبهها بنون اليهود، إذًا فنحن نعرف أن هذا النص من الأدلة الواضحة على صفة العلو لله تعالى ، ولا نخوض في أكثر من ذلك. 
 مسألة>

 -40- 
